الأخبار
مجمع إعلام الدقهلية يشهد صالون إعلامي يدعو الي الأخلاق النبوية كنبراسا للحياة

علاء حمدي
نظم مجمع إعلام الدقهلية التابع للهيئة العامة للاستعلامات، صالونًا إعلاميًا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تحت رعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وذلك بحضور نخبة من القيادات الدينية والتعليمية، وممثلين عن الإدارات التعليمية، ووعاظ من الأزهر الشريف والأوقاف، وعدد من الأخصائيين التربويين.
افتتح اللقاء بتلاوة من القرأن الكريم لفضيلة الشيخ محمد عبد الله عبد الحميد السني
ثم تحدثت الدكتورة مايسة المنشاوي، مدير مجمع إعلام الدقهلية، بكلمة ترحيبية تناولت فيها دور الهيئة العامة للاستعلامات، وخاصة قطاع الإعلام الداخلي ومجمعاته المنتشرة في محافظات مصر، في التوعية بكافة قضايا المجتمع، من خلال حوارات وفعاليات تستهدف بناء الوعي، وغرس القيم، وتعزيز الانتماء لدى مختلف فئات المواطنين.
أخلاق النبي منهج حياة
في كلمته خلال الصالون، تحدث فضيلة الدكتور محمد عوض حسانين، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، عن معنى الاحتفال الحقيقي بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الاحتفال لا يقتصر على الطقوس، بل يتمثل في اتباع سنته، والتحلي بأخلاقه، مشيرًا إلى قوله تعالى:
“وإنك لعلى خلق عظيم”، موضحًا أن أعظم ما نُحتفل به في شخصية النبي هو سمو أخلاقه.
وتناول فضيلته صفة الحِلم في شخصية النبي، فاستعرض موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي جذبه بشدة من ثوبه، قائلاً له: “أعطني من مال الله، لا من مالك ولا من مال أبيك!”، فتبسّم النبي وأمر له بعطاء، مؤكدًا أن هذا الحلم والتسامح كان له الأثر الأعظم في تأليف قلوب الناس.
الوقار في حضرة النبي وتربية القلوب
ومن جانبه، تناول فضيلة الشيخ سامي حسين عجور، مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف، محورًا مهمًا حول حب النبي وتوقيره، متسائلًا: “هل نحب رسول الله لأخلاقه وسيرته، أم لأننا أمرنا بذلك؟”، موضحًا أن الحب الحقيقي للنبي يظهر في الاقتداء به.
وسرد فضيلته موقف الصحابة في حضرة النبي، مشيرًا إلى قوله تعالى:
“يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي”، مؤكدًا أن توقير النبي هو أصل من أصول الإيمان. وتوقف عند الفجوة المعرفية بين الجيل الحالي وسيرة الرسول، مؤكدًا أن معرفة الجيل بمشاهير الفن والغناء أكثر من معرفته برسول الرحمة، وهو ما يتطلب جهدًا مشتركًا في غرس حب النبي في القلوب.
كما تساءل: كيف نطبق سنته؟ وهل نعيشها كقيم عملية في حياتنا؟ داعيًا إلى جعل سنة النبي سلوكًا يوميًا، وليس فقط شعارات تُقال في المناسبات.
التكنولوجيا وتأثيرها على الأخلاق
أما الأستاذ بسيوني محمد بسيوني، وكيل مديرية التربية والتعليم، فقد سلط الضوء على التأثير السلبي للتكنولوجيا الحديثة على القيم الأخلاقية لدى الأبناء، معتبرًا أن ما يحدث هو “حرب ممنهجة” ضمن حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف تفكيك المجتمعات من الداخل، عبر تدمير منظومة الأخلاق والانتماء.
وأشار إلى دور الأسرة والمدرسة في مواجهة هذا التحدي، مؤكدًا أهمية التربية الدينية وتطوير مناهجها، مشيدًا بمقترح وزير التعليم الحالي بجعل النجاح في مادة التربية الدينية مشروطًا بالحصول على 70%، إلى جانب توحيد منهج القيم والأخلاق.
وشدد على ضرورة تعزيز التواصل بين الآباء والأبناء، محذرًا من أن انعدام هذا التواصل أدى إلى انتشار الجرائم وسوء الأخلاق، داعيًا إلى العودة إلى النموذج النبوي في تربية الأبناء.
كما استحضر حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه، عندما غادر مكة، وقال:
“والله إنكِ لأحب البلاد إليّ، ولولا أن أهلكِ أخرجوني ما خرجتُ”، مؤكدًا أن هذا الموقف يجسد أسمى معاني الانتماء للوطن، وهو ما يجب أن تغرسه المؤسسات التربوية والدينية في نفوس النشء.
إنشاد ديني يلامس القلوب
تخللت الفعالية فقره إنشاديه مؤثرة قدّمها الطفل عمر زايد ارتقت بالأجواء الروحية للحضور
اختُتم الصالون بحوار مفتوح شهد تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أعربوا عن تقديرهم للرسائل القيمة التي طُرحت، وأهمية استمرار مثل هذه اللقاءات.
وأكدت د. مايسة المنشاوي أن مجمع إعلام الدقهلية سيظل منصة حوارية فاعلة، تجمع بين المؤسسات الدينية، والتعليمية، والأسر، للعمل المشترك من أجل بناء وعي وطني أخلاقي يواجه تحديات العصر.