لجنة نوبل تمنح جائزة نوبل للسلام للفنزويلية ماريا كورينا ماشادو
دفاع عن الديمقراطية وثبات على المبدأ في وجه الاستبداد

أوسلو – 10 أكتوبر 2025
أعلنت لجنة نوبل النرويجية، الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 إلى المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو، تقديرًا لجهودها الدؤوبة في تعزيز الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي، ونضالها السلمي من أجل انتقال عادل وديمقراطي في بلد يعاني من أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
وقالت اللجنة في بيانها إن ماشادو “جسدت شجاعة نادرة في مواجهة الاستبداد، وواصلت الدفاع عن الحرية رغم التهديدات والمنع والملاحقات”، مؤكدة أن عملها يمثل “رمزًا للأمل في أميركا اللاتينية ولكل الشعوب التي تنشد التغيير السلمي”.
🔹 سيدة التحدي في وجه النظام
وُلدت ماريا كورينا ماشادو في كاراكاس عام 1967، وهي مهندسة صناعية وناشطة سياسية بارزة. اشتهرت منذ مطلع الألفية من خلال تأسيس منظمة «سوماتيه» (Súmate)، التي تابعت الانتخابات وراقبت نزاهتها في بلد اتُّهمت سلطاته مرارًا بتزوير الإرادة الشعبية.
وفي عام 2012، أسست حركة «فينتي فنزويلا» (Vente Venezuela)، التي تحولت إلى أبرز الأصوات المعارضة للنظام الحاكم في كراكاس.
تعرضت ماشادو مرارًا للمنع من الترشح للمناصب العامة، كما فُرضت عليها قيود قضائية وأمنية، ومع ذلك واصلت نشاطها السياسي، معتبرة أن “الطريق نحو الحرية لا يمكن أن يُغلق بمرسوم”.
🔹 نوبل: تكريم للشجاعة المدنية
اعتبرت لجنة نوبل أن الجائزة تأتي اعترافًا “بالتزام ماشادو العميق بالحلول السلمية”، مشيرة إلى أن نضالها “يثبت أن المقاومة المدنية يمكن أن تكون سلاحًا أقوى من العنف في مواجهة الطغيان”.
وتابعت اللجنة في بيانها:
“ماريا كورينا ماشادو تمثل نموذجًا نادرًا لزعيمة تُخاطر بحريتها الشخصية دفاعًا عن الحرية العامة، وتؤمن بأن الديمقراطية ليست ترفًا سياسيًا بل حقًا إنسانيًا لا يُساوم عليه.”
🔹 ردود فعل محلية ودولية
قوبل القرار بترحيب واسع في أوساط المعارضة الفنزويلية، التي اعتبرت الجائزة “انتصارًا رمزيًا للشعب بأكمله”.
أما حكومة نيكولاس مادورو، فانتقدت بشدة القرار، واصفة إياه بأنه “تسييس لجائزة نوبل في خدمة أجندات خارجية”.
من جهتها، هنأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ماشادو على الجائزة، مؤكدين أن “اختيارها يعيد تسليط الضوء على معاناة الفنزويليين في ظل القمع الاقتصادي والسياسي المتواصل”.
🔹 امرأة نوبل الأولى من فنزويلا
تُعد ماريا كورينا ماشادو أول فنزويلية تحظى بجائزة نوبل في أي مجال، وأول امرأة من أميركا اللاتينية تفوز بجائزة نوبل للسلام منذ البيروفية ريغوبيرتا مينتشو عام 1992.
ويرى مراقبون أن هذا التكريم قد يمنح المعارضة الفنزويلية دفعة جديدة، ويزيد من الضغط الدولي على حكومة مادورو لإجراء إصلاحات سياسية جادة.
🔹 بين الأمل والمخاطر
رغم القيود التي تواجهها، أكدت ماشادو في تصريح مقتضب عقب الإعلان من مكان غير معلن أنها تهدي الجائزة “لكل امرأة ورجل وطفل في فنزويلا رفضوا الاستسلام”، مضيفة:
“هذه الجائزة ليست لي وحدي، بل لكل من آمن أن التغيير ممكن دون عنف، وأن النور سينتصر في النهاية على الظلام.
جائزة نوبل للسلام لهذا العام لا تكرّم شخصًا فحسب، بل تكرّم فكرة: أن الشجاعة المدنية في وجه الاستبداد لا تزال قادرة على إلهام العالم. وفي زمن يتراجع فيه الإيمان بالديمقراطية في كثير من الدول، تأتي ماشادو لتذكّر بأن الحرية، وإن حوصرت، لا تموت.