الصحةمقالات

كن انت

“بقلم ايمان النومري “مدرب حياة
الكثير من الناس “ومنهم انا يوما ما” يلهثون وراء الانتماء الى مجموعة ما من الناس فيتبعونهم في كل ميولاتهم واهوائهم يصفقون لهم ويشجعونهم، الا انهم بعد مدة من الزمن قصيرة كانت او طويله يشعرون بالضيق و بالرغبة في الانتماء او البحث عن مجموعه اخرى لانهم ادركوا انهم لم يكونوا الا نسخة مصغرة من تلك المجموعة وانهم ضيعوا او بالاحرى اضاعوا طريقهم ونسوا ميولاتهم وشغفهم وساروا وراء تلك المجموعة مطبلين ومزمرين بغية ايجاد طريقهم او مبتغاهم من الهدوء والراحة النفسية.

هذا هو حال مجتمعاتنا اليوم وخاصة المجتمعات العربية لا اعمم طبعا لان هناك من الناس من اختار ان يكون خارج المجموعة او خارج القطيع، وهم اكثر الناس ارتياحا واكثرهم هدوء نفسيا ، ولكن اكثرهم ايضا تعرضا للانتقاد واحيانا للسخرية، ولكن هذا الوضع لم يكن الا مؤقتا او بالاحرف في البداية لان باقي اسراب القطيع التفت فيما بعد الى طريقه حتى لا يضيع مساره او مسار القطيع وتركهم يمضون في حال سبيلهم.
الم تسال نفسك يوما لماذا هناك قلة من الناس في القمة وكثير في القاع يحارب؟
تلك القلة التي في القمة هي تلك المجموعه من الناس الذين اختاروا ان يكون خارج القطيع فوجدوا انفسهم والتفوا حولها ودعموها وساروا في دربها.
فكيف تكون انت من اليوم وتكون ملتفا حول نفسك وتغير مسارك.
اول خطوة في طريق التغيير واكتشاف نفسك وقدراتك هي الانفصال عن الاخرين حتى لو كان اقرب الناس اليك ، اقصد بالانفصال الانفصال الروحي بان تجعل لنفسك في اليوم ولو 10 دقائق تتناقش فيها مع نفسك وتغوص في اعماقك وتسالها ما الذي يريحها وما هي الاشياء التي تريد القيام بها وخاصه لماذا هي غير مرتاحة ولا تجد الفرح والسرور مع كل الرفاهية التي تحيط بها.

تامل في اعماقك ستجد طريقك، طريق النور الذي وضعه الخالق في داخلك، راقب نفسك قبل ان تضيع وقتك في مراقبة غيرك واكتشف نفسك قبل ان تكتشف غيرك ، نضيع اعمارنا في اللهوث وراء اكتشاف خبايا الاخرين وفهمه وننسى الاهم وهو ان نكتشف خبايا انفسنا ،وكاننا جسد بلا روح ولدنا فقط لناكل ونشرب ونمضي قدما في رحلة الحياة ، ولكن هل سالت نفسك يوما ماذا تريد وما الذي يريحها هل اتصلت بها فقط وقمت بالانفصال عن عالمك الخارجي لتدرك خباياها ولتغذي روحك كما تغذي جسدك.

هل سالت نفسك يوما ما ما هو شغفك وطورته وعملت عليه حتى تصبح انسانا موازنا بين روحه وجسده ، طريق النور الذي بداخلك والذي وضعه الخالق فيك لن يستطيع احدا سواك ايجاده.
فلننهض من اليوم بارواحنا ولننتصل بها ونغذيها هناك حلول عدة لفعل ذلك ومنها ان نتخلص من كل العوائق التي تحول بيننا وبين ارواحنا وان نغلق كل تلك الملفات المفتوحه في عقولنا والتي تستنزف طاقاتنا نستطيع فعل ذلك بيسر خذ ورقه وقلم وقم بتدوين كل ما يجول بخاطرك من افكار اخرجها من عقلك وضعها امامك حتى تصبح حقيقة تراها وتلمسها وتجد لها حلولا وبالتالي تقوم بتنظيم اولوياتك وحذف ما يجب حذفه من تلك الملفات المفتوحة دون جدوى ستشعر بعد ذلك براحة وستتخلص من كل تلك الدوامة التي تجول بخاطرك على مدار الساعة ومدار اليوم وتؤرق نومك وتنغص عيشك.
اجعل لك وقتا للتامل في صمت وللاتصال بخالقك وشكره على نعمه التي لا تحصى ولا تعد ستجد بعدها راحة نفسية وستبدا برؤية طريقك المنير وسط كل الظلام الذي يحيط بك الاهم من كل ذلك هو ان تغلق اذانك على كل ما يقال حولك لا تتركهم يملؤون عقلك بافكارهم ويلوثون روحك بما يزرعونه فيها من من اشواك عبر اعلامهم المزيف والذي يقومون فقط من خلاله بتغيير مسارك الفطري .
اجعل الكتابة صديقك فهو ينير عقلك وروحك وجد طريقا غير طريقهم فذلك هو طريق الفلاح وطريق النور الذي وضعه الخالق في اعماق نفسك تلمسه ستجده ان شاء الله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى