«كذب أبيض» المغربي يحصد جائزة الكبري لمهرجان «سيدني السينمائي»

محمد قناوي – القاهرة
أعلنت المخرجة السينمائية المغربية أسماء المدير من خلال صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عن فوز فيلمها ” كذب أبيض” بجائزة في مهرجان سيدني السينمائي الدولي ن ونشرت المدير تدوينة على حسابها الرسمي على فايسبوك، تتقاسم فيها مع متابعيها فرحتها بالتتويج بالجائزة المرموقة لمهرجان سيدني وكتبت: ” أم كل الأكاذيب – كذب أبيض يفوز بجائزة سيدني السينمائية المرموقة! أمر لا يصدق “.
جاء الإعلان عن فوز أسماء المدير خلال ليلة اختتام المهرجان يوم الأحد الماضي، حيث تم إعلان فيلمها الوثائقي الفائز بالمسابقة الرسمية ، وحصل على الجائزة المرموقة إلى جانب جائزة نقدية قدرها 60 ألف دولار.

أشاد رئيس لجنة التحكيم ، أنوراغ كاشياب ، بالفيلم الوثائقي للمدير لشجاعته في معالجة موضوع “تم محوه عمدا من الذاكرة العامة” ، وفقًا لمهرجان سيدني السينمائي ، تُمنح الجائزة للفيلم الأكثر “جرأة وتطورًا وشجاعة” في قائمة المسابقة الرسمية. تم اعتماد المسابقة من قبل FIAPF ، الهيئة المنظمة للمهرجانات السينمائية الدولية ، ويتم التحكيم من قبل لجنة تحكيم من صانعي الأفلام والمتخصصين في الصناعة ، الذين يمنحون جائزة نقدية قدرها 60 ألف دولار أمريكي للمخرج الفائز.
وشهد المهرجان، الذي اختتم فعالياته 18 يونيو الجاري، مشاركة 90 فيلماً روائياً طويلاً، و54 فيلماً وثائقياً من 67 دولة على مستوى العالم.
وكان فيلم «كذب أبيض» قد نال من قبل في مهرجان «كان السينمائي»، جائزتي أحسن إخراج، والجائزة الذهبية لأفلام «نظرة ما»، مناصفة مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية.خلال تسلمها الجائزة في الحفل الختامي للمهرجان، قالت أسماء المدير «إنها سعيدة بهذا التتويج، حيث إن شريطها المتوج بالجائزة أخذ من عمرها عشر سنوات للبحث والغوص في حكايات وأحداث إنسانية قريبة من الواقع».
ويروي الفيلم قصة واقعية عن عودة المخرجة إلى منزل والديها بمدينة الدار البيضاء لمساعدتهما في الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة قديمة لأطفال يبتسمون في ساحة مدرسة، من بينهم فتاة صغيرة تنظر إلى الكاميرا بخجل، وهي الصورة الوحيدة للمخرجة ذاتها في طفولتها، لكنها مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في الصورة، ثم تنتقل المدير عبر كاميرتها من هذا الحدث الحميمي إلى حدث اجتماعي وسياسي مؤلم مرتبط بأحداث دامية عاشتها مدينة الدار البيضاء في يونيو 1981.
وتشير المدير، قائلة «أظن أننا، نحن جيل التسعينيات عشنا أجمل عصر، إذ لم تغز التكنولوجيا بيوتنا، فكان لنا حيز كبير للتمعن في ما يحصل حولنا والتفاعل معه وجعل الذاكرة تخزن أشياء مرئية، وأظن أن الفيلم كذلك، فهو رجوع إلى أشياء بسيطة عائلية وجعلها منطلقاً للحديث عن أشياء أعمق، لنعود إلى الذاكرة ونصنع الحاضر، فمن المهم أن تكون لنا ذاكرة وأن نفخر بأحداثها مهما كانت نتيجتها، ونفخر أيضاً بأن لدينا ماضياً».