ديبلوماسية الندّ للندّ

تجنّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم أسلوب ديبلوماسية التحقير والابتزاز الذي اعتاد عليه في لقاءاته مع قادة العالم، واحترم هذه المرّة قواعد وأصول اللياقة الدبلوماسية.
كان أكثر توازنًا في كلماته وحركاته خلال لقائه بالرئيس الصيني في كوريا الجنوبية، على خلاف ما عهدناه منه في القمم والمنتديات الدولية، أو في البيت الأبيض حيث اعتاد إثارة الجدل والضجيج.

ترامب، كما يبدو، يحترم الزعيم القوي والثابت على المبدأ، ذاك الذي لا ينحني أمام الضغوط ولا يساوم على مصالح بلاده. واليوم، بدا ترامب مختلفًا — أكثر حذرًا، وربما أكثر احترامًا — أمام زعيم يمثل قوة صاعدة وندًّا حقيقيًا للولايات المتحدة.

لقد نجحت الصين في فرض معادلة الندّ للندّ مع واشنطن. لم يسخر ترامب من الرئيس الصيني، ولم يلوّح بملف تايوان، ولم يتحدث عن “ثروات الصين” أو يطالب بنصيب منها كما يفعل عادة.
فهو يدرك أن الحرب التجارية مستمرة، وأن العملاق الصيني لن يرضخ للإملاءات الأمريكية، بل سيدافع بثبات عن مصالحه الاستراتيجية وموقعه في النظام العالمي الجديد.