الرئيسيةالصحة

د.محمد فؤاد استشاري أمراض النساء والولادة بمستشفيات الحمادي..في حديث عن:نقص الصفائح الدموية أثناء الحمل (Thrombocytopenia)

 

نقص الصفائح الدموية أثناء الحمل (Thrombocytopenia)

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

نقص الصفائح الدموية أثناء الحمل هو حالة تنخفض فيها عدد الصفائح الدموية إلى أقل من المستوى الطبيعي (150,000 – 450,000 صفيحة لكل ميكرولتر من الدم). يمكن أن يحدث هذا لأسباب مختلفة أثناء الحمل، وقد يكون خفيفًا أو شديدًا، مما يؤثر على الأم والجنين بناءً على السبب وشدة النقص. إليك شرحًا مبسطًا وشاملًا:
أسباب نقص الصفائح الدموية أثناء الحمل
1 قص الصفائح الدموية الحملي (Gestational Thrombocytopenia):
◦الأكثر شيوعًا (70-80% من الحالات).
◦يحدث عادة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
◦خفيف (عدد الصفائح عادة فوق 100,000/ميكرولتر).
◦لا يسبب أعراضًا خطيرة ولا يؤثر على الجنين.
◦يرتبط بزيادة حجم الدم أثناء الحمل، مما يخفف تركيز الصفائح.
◦يتحسن تلقائيًا بعد الولادة.
2 تسمم الحمل (Preeclampsia) ومتلازمة HELLP:
◦تسمم الحمل قد يسبب نقص الصفائح مع ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول.
◦متلازمة HELLP (ارتفاع إنزيمات الكبد، انحلال الدم، ونقص الصفائح) هي حالة خطيرة مرتبطة بتسمم الحمل.
◦ تتطلب متابعة طبية فورية.
3 قص الصفائح المناعي (Immune Thrombocytopenic Purpura – ITP):
◦حالة مناعية حيث يهاجم الجسم الصفائح الدموية.
◦قد تكون موجودة قبل الحمل أو تظهر أثناءه.
◦قد تسبب نزيفًا أو كدمات، وقد تنتقل الأجسام المضادة إلى الجنين، مما يؤدي إلى نقص صفائح عنده.
4 أسباب أخرى:
◦ قص فيتامين B12 أو حمض الفوليك.
◦أمراض مناعية مثل الذئبة الحمراء.
◦عدوى فيروسية (مثل HIV أو التهاب الكبد C).
◦اضطرابات نخاع العظم.
◦ استخدام بعض الأدوية (مثل الهيبارين).
الأعراض
•غالبًا لا تظهر أعراض إذا كان النقص خفيفًا.
•في الحالات الشديدة: كدمات، نزيف في اللثة، نزيف أنفي، أو بقع حمراء صغيرة تحت الجلد (petecia).
التشخيص:
•تم قياس عدد الصفائح من خلال فحص الدم (CBC).
•فحوصات إضافية لتحديد السبب (مثل:فحص وظائف الكبد، فحص الأجسام المضادة، أو فحص نخاع العظم في حالات نادرة).
العلاج:
يعتمد العلاج على السبب وشدة النقص:
•نقص الصفائح الحملي: عادة لا يتطلب علاجًا، فقط متابعة دورية.
• ITP:قد يتطلب استخدام
الكورتيكوستيرويدات (مثل البريدنيزون) أو الغلوبيولين المناعي (IVIG) في الحالات الشديدة.
•تسمم الحمل أو HELLP: قد يتطلب الولادة المبكرة، أدوية لضغط الدم، أو نقل صفائح دموية.
•علاج الأسباب الأخرى: مثل معالجة العدوى أو تصحيح نقص الفيتامينات.
المخاطر
•في الحالات الخفيفة: لا توجد مخاطر كبيرة على الأم أو الجنين.
•في الحالات الشديدة: قد يزيد خطر النزيف أثناء الولادة (خاصة إذا كان عدد الصفائح أقل من 50,000/ميكرولتر).
•قد يؤثر على الجنين إذا كان السبب مناعيًا (مثل ITP).
الوقاية والمتابعة
•متابعة دورية مع طبيب النسائية وأمراض الدم.
•تجنب الأدوية التي تزيد من خطر النزيف (مثل الأسبرين).
•الإبلاغ عن أي أعراض نزيف غير طبيعية فورًا.
ملاحظات:
•إذا كنتِ حاملًا وتعانين من نقص الصفائح، استشيري طبيبك لتحديد السبب ووضع خطة علاج مناسبة.
•إذا كنتِ بحاجة إلى مزيد من المعلومات أو لديكِ تفاصيل إضافية (مثل نتائج فحوصات)، يمكنني مساعدتك في تفسيرها أو توجيهك.
متلازمة HELLP هي حالة طبية خطيرة تُعتبر من المضاعفات النادرة والخطيرة للحمل، وغالبًا ما تكون مرتبطة بتسمم الحمل (Preeclampsia) أو ارتفاع ضغط الدم الحملي. تُصنف كحالة طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا لأنها قد تهدد حياة الأم والجنين. اسم “HELLP” هو اختصار للخصائص الرئيسية للمتلازمة:
• H: Hemolysis (انحلال الدم)، أي تكسر خلايا الدم الحمراء.
• EL: Elevated Liver enzymes (ارتفاع إنزيمات الكبد)، مما يشير إلى خلل في وظائف الكبد.
• LP: Low Platelet count (نقص الصفائح الدموية)، مما يزيد من مخاطر النزيف.
إليك تفاصيل شاملة عن متلازمة HELLP:
الأسباب:
•السبب الدقيق لمتلازمة HELLP غير معروف تمامًا، لكنها غالبًا مرتبطة بتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم الحملي.
•تحدث عادة في الثلث الثالث من الحمل (بعد الأسبوع 20) أو بعد الولادة مباشرة (في حوالي 30% من الحالات).
•العوامل المرتبطة تشمل:
◦اضطراب في عمل الأوعية الدموية والمشيمة.
◦استجابة مناعية غير طبيعية.
◦عوامل وراثية أو تاريخ عائلي لتسمم الحمل.
◦حالات طبية مثل الذئبة الحمراء أو متلازمة الأجسام المضادة الفوسفورية.
الأعراض:
أعراض متلازمة HELLP قد تكون غامضة وتشبه أعراض تسمم الحمل أو مشاكل أخرى، مما يجعل التشخيص صعبًا في بعض الأحيان. تشمل الأعراض:
•ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن (بسبب تضخم الكبد أو نزيف تحت كبسولة الكبد).
•غثيان وقيء.
•صداع شديد.
•إرهاق وتعب عام.
• ارتفاع ضغط الدم (ليس دائمًا).
•تورم (وذمة) في اليدين أو القدمين أو الوجه.
•اضطرابات بصرية (مثل الرؤية المزدوجة أو الضبابية).
•نزيف غير طبيعي (مثل نزيف اللثة أو الأنف) بسبب نقص الصفائح.
•اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان) في حالات نادرة.
التشخيص:
يتم التشخيص من خلال الفحوصات المخبرية التالية:
1 فحص الدم (CBC):
◦ نقص الصفائح الدموية (أقل من 100,000/ميكرولتر).
◦ دلائل على انحلال الدم (مثل ارتفاع البيليروبين أو انخفاض الهيموغلوبين).
2 فحص وظائف الكبد:
◦ ارتفاع إنزيمات الكبد (AST وALT).
3 فحص البيليروبين: لتأكيد انحلال الدم.
4 فحص البول: للكشف عن البروتين في البول (شائع في تسمم الحمل).
قد يتم إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي لتقييم الكبد أو استبعاد مضاعفات أخرى.
المضاعفات:
متلازمة HELLP خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة إذا لم تُعالج بسرعة، مثل:
•للأم:
◦فشل كبدي حاد.
◦نزيف داخلي أو تمزق الكبد.
◦فشل كلوي.
◦متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS).
◦سكتة دماغية أو نزيف دماغي بسبب ارتفاع ضغط الدم.
◦التخثر المنتثر داخل الأوعية (DIC).
•للجنين:
◦الولادة المبكرة.
◦نقص الأكسجين أو نمو الجنين المقيد.
◦وفاة الجنين في الرحم (في الحالات الشديدة).
العلاج:
العلاج يعتمد على شدة الحالة وعمر الحمل:
1 الولادة:
◦ العلاج الأكثر فعالية هو الولادة، خاصة إذا كانت الحالة شديدة أو الحمل في الأسبوع 34 أو أكثر.
◦ إذا كان الحمل أقل من 34 أسبوعًا، قد يتم إعطاء الكورتيكوستيرويدات لتسريع نضج رئتي الجنين قبل الولادة.
◦ الولادة القيصرية قد تكون ضرورية إذا كانت الأم أو الجنين في خطر.
2 العلاج الدوائي:
◦ أدوية خفض ضغط الدم: مثل لابيتالول أو نيفيديبين للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
◦ كبريتات المغنيسيوم: للوقاية من النوبات التشنجية (Eclampsia).
◦نقل الصفائح الدموية: في حالات نقص الصفائح الشديد (أقل من 20,000-50,000/ميكرولتر) قبل الولادة أو الجراحة.
◦ الكورتيكوستيرويدات: قد تُستخدم لتحسين وظائف الكبد وعدد الصفائح مؤقتًا في بعض الحالات.
3 الرعاية في وحدة العناية المركزة:
◦في الحالات الشديدة، تُنقل الأم إلى وحدة العناية المركزة لمراقبة وظائف الكبد والكلى والتخثر.
المتابعة بعد الولادة:
• غالبًا ما تتحسن الأعراض خلال أيام إلى أسابيع بعد الولادة.
• تتطلب الأم متابعة مستمرة لضغط الدم، وظائف الكبد، وعدد الصفائح.
. قد تستمر بعض النساء في المعاناة من ارتفاع ضغط الدم المزمن أو مضاعفات أخرى.
الوقاية:
•لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من متلازمة HELLP، لكن المتابعة الدورية أثناء الحمل تساعد في الكشف المبكر عن تسمم الحمل.
• تناول الأسبرين بجرعات منخفضة (81 ملغ يوميًا) قد يُوصى به للنساء المعرضات لخطر تسمم الحمل (تحت إشراف طبي).
•إدارة الحالات المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو الذئبة الحمراء قبل الحمل.
إحصائيات:
• تحدث متلازمة HELLP في حوالي 0.1-0.6% من جميع حالات الحمل.
• ترتبط بحوالي 10-20% من حالات تسمم الحمل الشديد.
• معدل الوفيات الأمومية منخفض مع العلاج المناسب، لكن المضاعفات قد تكون خطيرة.
نصائح للحامل:
•إذا كنتِ تعانين من أعراض مثل ألم البطن الشديد، الصداع المستمر، أو الغثيان الشديد، راجعي طبيبك فورًا.
•التزمي بالفحوصات الدورية أثناء الحمل، خاصة إذا كان لديك تاريخ مرضي لتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم.
—————————–
د.محمد فؤاد سليم أبو هاشم
استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفيات الحمادي بالرياض
دكتوراة وأستاذ بكلية أمراض النساء والتوليد جامعة الزقازيق-مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى