مقالات

جبيل… لن تسقط بفتنتك يا محمد الحسيني ايها الخبيث

*بقلم: ناجي علي امهز*

يا محمد علي الحسيني، يا من جئت من ظلال التاريخ مثقلاً برياح الفتنة، اعلم أن هنا جبيل، المدينة التي لم تنحنِ لقرون، ولن تكون ساحة لتجاربك المسمومة.

 

نحن شيعة جبيل الأصيلون، ننتمي إلى هذه الأرض قبل أن تُسمّى أو تُقسَّم، جذورنا مغروسة في ترابها أعمق من أي نسب تدّعيه، وأصدق من كل شارة تحملها. أنت وأمثالك، منذ فجر الخليقة، كنتم عدوَّ المعنى الإلهي؛ شوهتم الأديان، لوَّثتم الرسالات، وأطفأتم مصابيح الحضارات.

 

لو لم تأتِ رياحكم الإرهابية المقيتة، لاستمرت بابل تبني أبراجها، ولظل العراق منارة للعلم، ومصر تشق طريقها نحو المستقبل. لكنكم، حيثما حللتم، حل الجهل والخراب، وانكسر الزمن، وتركتم الأرض عارية إلا من الموت والدمار.

 

واليوم، تحاول أن تغرس خنجر التاريخ ذاته في خاصرة جبيل. تريد أن ترهب أطفالها، أن تزرع الرعب في نسائها، وأن تجعل من مسيحييها ذباحين، ومن شيعتها قرابين لعصابات تكفيرية أنت شيطانها. تريد أن تلوث المسيحية بدماء الموت وأن تخون رسالة الفداء والمحبة، بعد أن شوهتم الإسلام بروح التكفير والإرهاب الفكري.

 

لكن جبيل ليست أرض خوف. في عزّ الحرب الأهلية، كانت منارة للتعايش، وخميرة خبز السلام في هذا الشرق الممزق. عندما طالب البطريرك الحويك بضم جبل عامل إلى لبنان الكبير، هلل المسيحيون الذين لم ينسوا تراث أجدادهم ومقولتهم الخالدة: “إذا تأخرتم في الطريق، ناموا عند الشيعة، (عندما كانوا يهربون زيت الزيتون الكورة من الاتراك، ويباع كانه زيت مقدس في جبل لبنان وجبل عامل) وإذا ذهبتم إلى بساتينكم، اتركوا أولادكم أمانة عندهم”. هنا، الثقة ليست شعاراً، بل ميراث.

 

اسمع يا محمد الحسيني، نحن أيضاً نسمع ونعلم، ونعرف أنك لا تعرف شيئاً. فلو كنت تعرف تاريخ جبيل، لما اقتربت منها بسيف الفتنة. تتوشح زوراً بلقب “ابن الأرملة”، كما تزور تاريخك بنسبك لآل البيت، لتزرع الخراب حيث كان يجب أن تبني. لكننا هنا، نحن ورثة الأمانة الحقيقيون، وسنكسر معولك قبل أن يهدم حجراً واحداً من جدار وحدتنا، ونخلع مئزرك لتبقى عاريا وعارا الى ابد الابدين.

 

عند حدود جبيل ومار شربل، عليك أن تتأدب، وتخلع نعليك، فهنا التراب قدّسته ألف سنة من الدم والعرق المشترك. وهنا، كل يد تمتد للفتنة تُكسر، وكل لسان ينطق بالتحريض يُخرس.

 

جبيل ليست بابل ولا مصر حين أسقطتموها؛ جبيل ستبقى واقفة، لأن فيها من يحفظ العهد، ومن يكتب التاريخ بمداد النور لا بمداد النار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى