الأخبارتونس

 “تونس… حين يكون التغيير من الداخل: نحو استراتيجيا وطنية للنهوض الشامل”

 

قال الله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، آية تختزل جوهر التحول الحقيقي الذي يبدأ من الداخل قبل أن ينعكس على الواقع. في تونس اليوم، وفي ظل ما تمر به من تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية، آن الأوان لأن يُعاد رسم طريق التغيير على أسس صلبة تُؤمن بالإنسان كمحرّك مركزي، وبالدولة كضامن للعدالة والفرص.

1. إصلاح النفس أساس إصلاح الوطن
لا يمكن لتونس أن ترتقي إلا بتغيير السلوك الفردي والجماعي. لا بد من إحياء ثقافة المواطنة، روح المسؤولية، والانضباط. فالقانون لا يُطبّق فقط بالقوة، بل بالإيمان به. وهنا تبدأ المعركة الأخلاقية عبر التعليم، الأسرة، والإعلام.

2. إصلاح سياسي يُؤمن بالكفاءة والشفافية
لم يعد مقبولاً أن تستمر منظومة المحاباة والولاءات في التعيينات وإدارة الشأن العام. نحن بحاجة لطبقة سياسية جديدة، تقود بحكمة وتُحاسب نفسها قبل أن يُحاسبها الناس. يجب فتح أبواب الدولة أمام الطاقات التونسية الحقيقية، داخل الوطن وخارجه.

3. اقتصاد منتج قائم على الثروات والكفاءات
تونس ليست فقيرة. فيها فوسفاط، ملح، طاقة شمسية، أراضٍ خصبة، وسياحة واعدة. المطلوب هو توجيه الاستثمارات نحو الاقتصاد المنتج، ودعم المؤسسات الصغرى، والتكنولوجيا، والابتكار. الاقتصاد التضامني يمكن أن يكون سلاحًا ضد الفقر والتهميش.

4. عدالة اجتماعية تنقذ الفئات المهمّشة
من غير المقبول أن تستمر الفجوة بين الشمال والجنوب، والساحل والداخل. الاستثمار في التعليم، الصحة، والبنية التحتية هو الضمان الحقيقي لتكافؤ الفرص. لا بد من وضع الإنسان في قلب السياسات العامة.

5. عقد اجتماعي جديد بمشاركة الجميع
تونس تحتاج اليوم إلى مشروع وطني يُبنى بالتشاركية، تُصاغ ملامحه من القاعدة إلى القمة. صوت الشباب، النساء، والجهات يجب أن يكون مسموعًا. التغيير لا يُفرض بل يُبنى.

ختامًا
الانتقال من الفوضى إلى التنمية، ومن التيه إلى الرؤية، يمرّ عبر قرار جماعي نابع من الإيمان بأن كل مواطن تونسي هو جزء من الحل، وليس مجرد متفرّج. تونس تستحق الأفضل، فلنعمل لنُخرج أجمل ما فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى