تأثير الذخائر غير المنفجرة على أطفال سوريا

في ظل تزايد الآمال بأن يحصل أطفال سوريا على ثمار السلام، لا يزالون يعانون من التهديدات الخفية الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة التي تشكل خطرًا بالغًا على حياتهم.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن هذا التهديد يزداد بشدة، حيث قُتل أو أصيب ما لا يقل عن 116 طفلًا في شهر ديسمبر 2024 نتيجة لهذه الذخائر.
إحصائيات خطيرة
قال ريكاردو بيريز، مدير الاتصالات في اليونيسيف، في تصريحات له من العاصمة دمشق خلال مؤتمر صحفي في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، إن ما لا يقل عن 422 ألف حادثة تتعلق بالذخائر غير المنفجرة تم الإبلاغ عنها على مدى السنوات التسع الماضية، وتقدّر المنظمة أن نصف هذه الحوادث أسفرت عن إصابات مدمرة بين الأطفال.
وتلك المخاطر تتزايد مع النزوح وأضاف بيريز أن النزوح المتكرر للأطفال نتيجة التصعيد المستمر في الصراع يزيد من المخاطر المحيطة بهم، فقد أُجبر أكثر من ربع مليون طفل على مغادرة منازلهم منذ 27 نوفمبر الماضي بسبب تصاعد الصراع، ما يعرضهم بشكل أكبر لخطر هذه الذخائر.
قصص مأساوية
وأشار بيريز إلى أن اليونيسيف تلقت العديد من التقارير المأساوية التي تسلط الضوء على الخطر المحدق بالأطفال، وأشار إلى قصة الطفل عبدو، البالغ من العمر 12 عامًا، الذي تعرض هو وشقيقه لإصابات خطيرة نتيجة انفجار ذخيرة غير منفجرة أثناء لعبهم في ساحة خالية في مدينة حماة، كما لقي ابن عمهما محمد حتفه في نفس الانفجار.
عدد الذخائر غير المنفجرة وبحسب التقارير، فإن هناك حوالي 324 ألف ذخيرة غير منفجرة متناثرة في جميع أنحاء سوريا، مما يجعلها السبب الرئيسي لإصابات الأطفال، ويعيش حوالي خمسة ملايين طفل في مناطق عالية الخطورة مهددة بهذه الذخائر، هذه المخاطر تجعل من إعادة الإعمار في سوريا أمرًا بالغ التعقيد.
التوصيات
دعا بيريز إلى زيادة جهود إزالة الألغام وتوسيع نطاق التوعية بمخاطر الذخائر غير المنفجرة، وأكد ضرورة أن تكون الأرض آمنة وخالية من المتفجرات لضمان سلامة الأطفال، كما شدد على أهمية تقديم الدعم الشامل للناجين من هذه الحوادث، بما في ذلك الرعاية الطبية، والإعادة التأهيل، والدعم النفسي والاجتماعي، لتمكينهم من استعادة حياتهم وكرامتهم.
أوضح بيريز أن هناك حاجة ملحة للعمل الفوري لتأمين سلامة الأطفال في سوريا، معتبرًا أن كل يوم دون إجراءات عملية يعرض حياة الأطفال لخطر إضافي، وأكد أن الأطفال السوريين الذين عاشوا حياتهم في خطر يستحقون أن يعيشوا بقية حياتهم في أمان.
بقلم: أماني يحيي