الو ثائقي ” بلياتشو غزة “.. الضحكة كسلاح في وجه الخراب في مهرجان الرباط

الرباط – صفاء أحمد آغا
في زمنٍ تئنّ فيه مدينة غزة تحت وطأة الحصار والدمار، يقدم المخرج عبد الرحمن صباح في فيلمه الوثائقي «بلياتشو غزة» أو «مهرّج غزة» صورة إنسانية فريدة لواقع الحرب والمتابعة اليومية للبقاء. يعمل الفيلم ضمن مسابقة الوثائقيات الطويلة في مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، ليمنح صوتًا لمن عادة أن يُحاصر في زوايا الأخبار ويُحفظ في أرقام الإحصاء.
يركّز الفيلم على شخصية علاء مقداد، المعروف بلقب «عمو علوش» — مهرّج قصير القامة ومعاق، يعيش مع عائلته في خيمة بعد تدمير منزله في مخيم الشاطئ للاجئين. رغم فقدانه وألمه، يواصل تقديم عروضه للأطفال في الشوارع والمستشفيات، متسلّحًا بالضحكة والإصرار.
الصورة التي يرسمها صباح ليست فقط صورة الحرب وخسائرها، بل صورة رجل يرفض أن يتغيّر دوره: «الفَرَح في غزة ليس ترفًا، بل شكل من أشكال المقاومة» — هكذا يقول المخرج.
من خلال لقطات من تدمير، تنقّل، انتظار، وابتسامة متعِبة، يجعل الفيلم من الضحكة صوتًا يعيد الحياة إلى من فقدها. يشير ملخّص العرض في المهرجان إلى أنّ مدة الفيلم ساعة و3 دقائق، وهو إنتاج فلسطيني-فرنسي صور في غزة.
يفتح «بلياتشو غزة» نافذة على سؤال كبير: كيف يمكن للإنسان أن يصنع من حصار الحرب مسرحًا للضحك؟ ولماذا يستمرّ في فعل البهجة عندما لا يكون هناك ما يُطمئن للسلام؟ إنّ اجابة هذه الأسئلة تتجسّد في علوش، ورغم كل شيء، في غزة ذاتها.
بما أن الفيلم يُعرض في الرباط، فإن مشاركته تحمل دلالة إضافية: إذ أنّ المهرجان يُعد منصة للحوار والالتقاء الثقافي، والوثائقي هنا يُحوّل مأساة غزة إلى دعوة للتفكّر، وللنظر إلى الواقع بعيون تتجاوز الصور النمطية. فالفن ليس هنا مجرد تصدير صورة؛ بل إعادة بناء للإنسان وإحياء للحسّ بأنه ليس مجرد رقم










