
أم السعد نصر
تحية لنساء تونس في عيدهن الوطني، وتثمينًا لدور وزارة الأسرة والمرأة في ترجمة السياسات إلى أثر ملموس.
في كل عيد للمرأة، تعود تونس لتتأمل مسارًا طويلاً من النضال الحقوقي والإنساني، قادته المرأة التونسية بشجاعة، وساهمت في ترسيخ صورة بلد تقدّمي جعل من قضايا المرأة قضية وطن. لكن اليوم، ومع تصاعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية، لم تعد العدالة الجندرية تقتصر على النصوص القانونية أو الشعارات، بل باتت في حاجة ماسة إلى أدوات عملية وذكية تضع المرأة والأسرة في قلب التحول التنموي.
نحو مشروع وطني فريد: الأسرة كوحدة اقتصادية منتجة
في هذا الإطار، تبرز مبادرة طموحة يمكن أن تمثل نقلة نوعية في السياسات الاجتماعية، ترتكز على رؤية مفادها أن الأسرة، بقيادة المرأة، قادرة على التحول إلى فاعل اقتصادي مستقل، منتج، ومبتكر.
أبعاد الخطة:
– تمويل ذكي للأسر المنتجة: عبر صناديق تمويل عائلي مصغر تديرها النساء، دون تعقيدات بنكية، مرفقة بتكوين تقني وإداري.
– تحويل الفضاء العائلي إلى ورشة إنتاج: خاصة في المجالات الرقمية، الحرفية، والخدمات، ضمن مشروع الأسرة المنتجة.
– منصّة رقمية وطنية: لتسويق منتجات الأسر، وخلق شبكة تواصل بين المبادرات العائلية.
– شراكات محلية وجهوية: مع البلديات والقطاع الخاص، لإنشاء أسواق صغيرة وفضاءات عمل مشتركة.
– مرصد وطني للرصد والتحفيز: يتابع مؤشرات الأداء العائلي ويكرّم الأسر النموذجية.
التحليل:
هذه الخطة لا تستهدف فقط معالجة الفقر، بل تسعى إلى تحويل آليات التعامل مع الهشاشة من الدعم إلى الإنتاج، ومن التلقي إلى الابتكار. إنها دعوة لتفكيك مركزية الدولة في خلق الثروة، وإعادة توزيع أدوار التنمية داخل النسيج الأسري، بما يعزز من مرونة الاقتصاد الوطني ويقلّص الفوارق.
خاتمة:
في عيدها، تستحق المرأة التونسية ما هو أكثر من التمجيد، تستحق مقاربة جديدة تنقلها من خانة “المدعومة” إلى خانة “الفاعلة”، ومن “الرمز” إلى “الركيزة”. والخطوة تبدأ من رؤية، تنفّذها إرادة سياسية، وتكتمل بمشاركة مجتمعية مسؤولة.
كل عام ونساء تونس بخير… أنتنّ الأمل، وأنتنّ الفعل.