الفيلم القصير ” Does It Hurt Too Bad to Look at Me?” — رحلة داخل الصمت والهوية

الرباط – صفاء أحمد آغا
تقدّم المخرجة الأردنية رنا وائل مطر في فيلمها القصير “Does It Hurt Too Bad to Look at Me?” تجربة سينمائية تأملية تمزج بين الواقعية والرمزية، حيث تُعيد طرح أسئلة الذات والعلاقة والحرية في إطار بصري شديد التكثيف.
تدور أحداث الفيلم حول ميرنا، شابة ترافق خطيبها في رحلة طويلة عبر الصحراء لزيارة عائلته. الطريق الممتد في فضاءٍ مفتوح يصبح مسرحًا لتصاعد التوترات الداخلية، إذ تتحول الرحلة البسيطة إلى مواجهة صامتة بين الذات والآخر. في لحظة تبدو عادية، يطلب منها الخطيب أن تنظر في عينيه — طلب بسيط في ظاهره، لكنه يكشف عن صراع عميق حول السيطرة، الحب، والخوف من المواجهة.
من خلال الإيقاع الهادئ واللقطات الواسعة التي تلتقط الصحراء كامتداد للعزلة والفراغ الداخلي، تخلق المخرجة فضاءً بصريًا ينقل المشاهد إلى عالم الشخصية دون الحاجة إلى الحوار. الأداء البصري والصوتي يعبّران عن ما لا يُقال، لتصبح النظرات، الأنفاس، والصمت أدوات تواصل أقوى من الكلمات.
الفيلم الذي لا تتجاوز مدته 15 دقيقة، يُعدّ تأملًا في هشاشة العلاقات الإنسانية، وفي الوقت ذاته انعكاسًا لرحلة البحث عن الذات في مجتمع يفرض أدوارًا جاهزة على المرأة. بجرأة فنية واضحة، تنجح رنا مطر في تحويل المشهد البسيط إلى تجربة وجودية كاملة.
شارك الفيلم في عدة مهرجانات عربية ودولية من بينها مهرجان عمّان الدولي للأفلام، حيث لقي إشادة نقدية لما يحمله من لغة بصرية عميقة، ورؤية أنثوية حساسة تُعيد تعريف العلاقة بين الجسد، المكان، والذاكرة.
في النهاية، يترك “Does It Hurt Too Bad to Look at Me?” المشاهد أمام سؤال وجودي مفتوح:
هل الخوف من النظر إلى الآخر هو في الحقيقة خوف من رؤية أنفسنا؟










