العلاقات العُمانية-المغربية..جسور من الثقافة والسينما في مهرجان الرباط لسينما المؤلف

الرباط –صفاء أحمد آغا
في إطار فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، الذي تشارك فيه سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، احتضنت العاصمة المغربية محاضرة فكرية وثقافية بعنوان «العلاقات العمانية-المغربية في جميع المجالات».
جاءت هذه الندوة لتسلّط الضوء على عمق الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية التي تجمع البلدين، ولتؤكد أن السينما أصبحت اليوم من أهم جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.
افتتحت الندوة بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية من الجانبين العماني والمغربي، ومجموعة من السينمائيين والنقاد والمهتمين بالفن السابع.
وشارك في الجلسة كلٌّ من المخرج محمد الكندي، والمنتج قاسم السليمي، والدكتور عبد الفتاح الزين، الذين قدّموا مداخلات متنوعة حول الأبعاد السياسية والثقافية والسينمائية في العلاقات بين البلدين.
أرضية مشتركة
في مداخلته، تحدّث المخرج محمد الكندي عن التعاون السينمائي العُماني-المغربي، مؤكدًا أن البلدين يمتلكان رصيدًا حضاريًا وثقافيًا غنيًا يمكن أن يشكّل أرضية خصبة لإنتاجات مشتركة تروي قصصًا عربية بعيون إنسانية.
كما أشار المنتج قاسم السليمي إلى مبادرة «اصنع فيلمك في عمان»، التي تهدف إلى فتح الأبواب أمام المخرجين المغاربة والعرب لتصوير أعمالهم في السلطنة، مستفيدين من تنوّع مواقعها الطبيعية وتطوّر بنيتها التحتية في مجال السينما.
أما الدكتور عبد الفتاح الزين، فقد قدّم ورقة علمية بعنوان «السوسيولوجيا بين عمان والمغرب»، تطرّق فيها إلى الجذور التاريخية للتقارب الثقافي بين الشعبين، مبرزًا كيف يمكن للفنون، وخاصة السينما، أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز الحوار بين الحضارات وإبراز القيم المشتركة القائمة على التسامح والانفتاح.

اتفاقية تعاون
تميزت الندوة كذلك بإعلان توقيع اتفاقية تعاون بين الجمعية العمانية للسينما والمسرح والجمعية المغربية للسينما، في خطوة تهدف إلى تبادل الخبرات وتنظيم ورشات تدريبية مشتركة وتشجيع الإنتاج المشترك بين البلدين. وهو ما يعكس الرغبة الحقيقية في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى مؤسسي ومستدام.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن برنامج متكامل خصّصه المهرجان لتكريم التجربة السينمائية العُمانية، وتقديم نماذج من الأفلام التي تعبّر عن الثقافة الخليجية في بعدها الإنساني، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين المشرق والمغرب العربي في مجالات الفن والثقافة والإبداع.
بهذه الروح من التبادل الثقافي، يؤكد مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف مرة أخرى مكانته كمنصة للحوار بين الثقافات، ويبرهن على أن السينما ليست مجرد فن، بل لغة للتقارب الإنساني وبناء الجسور بين الشعوب.










