العالم العربي أمام فرصة تاريخية: من انتصار فلسطين إلى كسر شوكة المحتل وتغيّر موازين القوى

العالم العربي بمنعطف تاريخي حاسم، حيث تتقاطع اليوم نضالات الشعوب، والمواقف الرسمية، والتحوّلات الإقليمية، في لحظة فارقة تعيد رسم ملامح التوازنات الجيوسياسية. فالقضية الفلسطينية، التي ظلّت جوهر الصراع العربي-الصهيوني، استعادت اليوم مركزيتها، وسط اصطفاف شعبي واسع، ومقاومة متصاعدة، ودعم متنامٍ من قوى إقليمية باتت فاعلة في كسر شوكة المحتل.
حرب إيران على إسرائيل – بما تحمله من رسائل استراتيجية – جاءت لتؤكد أن الكيان الصهيوني لم يعد في مأمن من ردود الأفعال، وأن معادلات الردع قد تغيّرت. لقد أفرزت هذه الحرب واقعاً جديداً، عنوانه: تفكّك التفوق العسكري الإسرائيلي، وتآكل هيبته، وتراجع صورته كقوة لا تُقهر.
في خضم هذه التحولات، تُفتح أمام العالم العربي فرصة تاريخية لإعادة بناء مشروعه القومي والسياسي على أسس جديدة: دعم المقاومة، والتحرّر من التبعية، وبناء تكتلات سياسية واقتصادية متماسكة.
الانتصار لفلسطين، في هذا السياق، لم يعد مجرد واجب أخلاقي، بل أصبح مدخلاً ضرورياً لإعادة ترتيب موقع العرب في العالم، وتأكيد قدرتهم على التأثير في رسم مستقبل المنطقة، وتحديد مصائر شعوبها، بعيداً عن الإملاءات الأجنبية.