“الرماد السفلي، جناح يفوز بجائزته الأديب سعيد الشفاج”

زهير بن جمعه الغزال
د. عبدالله البطيان يكتب
الرواية الحاصلة على المركز الأول في جائزة ابن المقرب الأدبية 2022، حيث صدرت هذه الرواية في طبعتها الأولى 2024 م – 1445 م والتي تحمل الإصدار رقم (25) من إصدارات جمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية، أخرج هذا الإصدار أ. إبراهيم بوشفيع، صمم الغلاف أ. علي النمر، قام بنشره اسكرايب للنشر والتوزيع.
ضمت هذه الرواية خمسة عشر فصلًا في 249 صفحة، حيث شملت:
بدأ الفاتحة بـ مشرحة الحي الشعبي، يأجوج ومأجوج، أشلاء وطن للبيع، الصباح الذي ينظر بنصف عين، هنا القاهرة، الملتحية، رأس الجنرال، مجرد سيناريوهات، التدقيق في مدى تحقق السيناريوهات، مسألة الجينات، ماعادت الطيور تحلق هناك، نور أيور العاقلة في حفل المجانين، وردة نصف أغنية، لاشيء في باب مراكش، وختم بـ بطلة الممر.
حملت النسخة التي أكتب منها إهداء بخط يد الروائي أ. سعيد الشفاج حيث كتب: إلى صديقي وأخي الشاعر المبدع عبدالله عيسى البطيان مع كل محبتي الخالصة المعرض الدولي / الرباط 23/04/2025.
حيث تعد هذه الرواية من غنائمي الشخصية في معرض الكتاب لا أعلم أكثرهما مظلومًا هل الرواية أم الراوي نتيجة الحق المعنوي الذي لم نجده بشكل يحقق معنى جائزة بهذا القدر وفي ذات المجال، فالحق يعود لجمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية، والآخر لدار اسكرايب للنشر والتوزيع حيث التصقت بهما وكأنها فارقت الراوي، إذا أقوم بانبعاث في صدى الإبداع كونه غنيمتي الخاصة وها أنا معها في حبكة.
كتب في ظهر الغلاف حسب ما ارتأياه المخرج الفني والمصمم:
الإخوة غابوا في زحمة الوقت وهم هنا على مسافة دروب الحي، المدينة تفرق العروق فيصبح الدم متخثرًا فتحدث الجلطة.
ليل المدينة المعربد يتجشأ بقايا النهار، ترانيم بئيسة كل يؤديها بطريقته، خواء مريع داخل حركة زائفة، مثل امرأة عجوز تضع مساحيق هي الدار البيضاء.
كان أستاذنا الشيوعي يقول لنا: المدينة التي لا يشطح فيها الفكر يرقص فيها الشوك والموت معًا.
الأديب والناقد أ. سعيد الشفاج صاحب اقتدار فني وحابك بصنيعة المحب، لايعبث بالمفردات ولا المعاني، ويعي ما يشكل من خارطة طريق قادته هنا للفوز بالجائزة، وفي مواضع أخرى وضع نفسه موضع ارتقاء حيث الوعي والمعرفة والإدراك يظلله الإقتدار ونوعية ما يختار من أعمال تتخذ مجالها في مقاعد العناية والاهتمام، وخلق فضاء القارئ الخاص.
أما عن الفاتحة (مشرحة الحي الشعبي) : احتار كثيرًا وهو يفكر في سبب التسمية، من أطلق عليه لقب عبدالحليم، حكى له أبوه أنه هو من اقترح الاسم، لأنه تزامن مع رحيل فنان يعشقه عبدالحليم حافظ،
لكن جدته قالت حكاية أخرى.
كانت القابلة تدخل وتخرج، الأم تصرخ صراخًا يوقظ الموتى من قبورهم، وكان كل من في البيت مرعوبًا والوالد المسكين يتضرع بالدعاء، العرق يتصبب من جبينه إلى أن انتشر صراخ المولود، خرجت القابلة.
الحاجة يامنة مبشرة بأنثى اطلقوا عليها حليمة، لكن الأم وهي تحضن مولودها، تحسست عضوًا ذكريًا، فنادت بصوت منهك:
-إنه ولد.. إنه ولد.
ثم أصبحت حليمة عبدالحليم.
وفي رواية أخرى أخبروه أن سبب التسمية، هو ندرة من يسمى بعبدالحليم. لا يهم..
عبدالحليم الآن هو رجل اربعيني، يسكن بيتًا في السطوح.
هنا أدع القارئ يأخذ نفسه، ويحمل رغبته ناحية نقاط توزيع الرواية ليحضى بتتمة يقوده في الرحلة أديبنا الشفاج مع أنه كابتن طيار سيقود القارئ لما يبتغيه من وجهه على القدر والوقت والمسافة الماتعة الآمنة المشوقة بكل معانيها.
إضافة إلى المكتسبات الفنية التي آثر أن يغذيناها نحو تكامل بصري ورؤية تشعرك الواقع، وتمكنك من التماهي مع خيالك الذي رسم خريطته بعناية فائقة، فضلًا المعاني، والصور، والمفردات التي شكلت الفارق البنيوي، وقلما نجد تكاملًا يغذي قارئ مثلما قام به الأديب الشفاج عن تمكن.