الذكاء الاصطناعي عاملاً مهماً في النقاش

كتب ناجي أمهز
بداية، الشكر للذكاء الاصطناعي، كونه أصبح عاملًا مهمًا في النقاش، حيث بدأ الكثير ينظر إلى مقالات ناجي أمهز بأبعاد مختلفة عن السابق، ويتم تشريحها بعمق أكبر، ومع الأيام وتطور الأحداث يظهر عمقها واستشرافها لأحداث لم يكن أحد يتخيّلها.
شكرًا لتداول المقال الذي نشر عام 2021 والذي يكشف عن المخطط الأمريكي لنزع سلاح حزب الله، والتطبيع، والسماح لإسرائيل بالتنقيب في بلوك رقم تسعة، وأسباب الحرب الروسية–الأوكرانية، وهي تحرّر أوروبا من روسيا والبحث عن بدائل للغاز الروسي. وسيفهم من هذا المقال أن إسقاط الرئيس الأسد هو لإبعاد روسيا عن المنطقة.
ومن هذا المقال يُفهم أنه ربما الحكم اليوم في سوريا خدع تركيا، بعد أن نجحت تركيا في خداع روسيا؛ بمعنى أن تركيا اعتقدت أنها ستنجح، من خلال الفصائل الإسلامية السورية المتشددة، في عرقلة الفرنسيين، كما عرقل المتشددون الإسلاميون الفرنسيين في ليبيا. وكما أُخرجت تركيا من ليبيا اليوم، فإنه أيضًا لن يُسمح لها بتمدد نفوذها إلى منابع النفط واحتياط الغاز.
وايضا سيفهم من هذا المقال اسباب تدمير غزة وتهجير اهلها لبناء قناة بن غوريون واحتلال اجزاء جديدة من سوريا ومحاولة اسرائيل السيطرة على جنوب لبنان وعلى الغاز بموافقة امريكية، لان هذه العوامل تساعد الكيان الاسرائيلي على التخلي عن المعونات خاصة الامريكية مما يحررها اكثر من الضغوط الدولية.
أسباب انتشار المقال بعد سنوات:
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد يتوقع أنه يمكن تجاوز روسيا، حتى بعد اندلاع الأزمة الروسية–الأوكرانية، إذ اعتقد الكثيرون أن روسيا ستنهي المعركة خلال أيام.
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد يعتقد أن “إسرائيل” قادرة على السيطرة على الغاز اللبناني في الجنوب، بل كان الاعتقاد السائد أن منصات الغاز في الكيان الإسرائيلي هي المهددة، بفعل قدرة حزب الله على استهداف هذه المنصات.
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد يتخيّل أن “إسرائيل” تسعى للتحرّر من المعونات والسياسة الأمريكية.
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد يتوقع أن تذهب أوروبا إلى حرب كبرى مع روسيا، بهدف التحرّر من السيطرة الروسية على القارة، بسبب الحاجة الأوروبية الضرورية إلى الغاز.
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد، قطعًا، يتصوّر أن الحديث عن التطبيع ونزع سلاح حزب الله سيتحوّل إلى مطلب جدي، سواء داخليًا أو دوليًا، كما يحصل اليوم، حيث كانت سوريا تشكّل الشريان الحيوي لدعم المقاومة، كما أن قوة المقاومة كانت تفرض شروطها الإقليمية.
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد يتصوّر أن التقسيم قد يحدث. لكن اليوم، التقسيم قائم فعليًا. فمنذ إعلان وقف إطلاق النار حتى اليوم، سقط أكثر من 500 مواطن لبناني بين شهيد وجريح، ودُمّرت عشرات المنازل، وتُسجّل اعتداءات يومية، ومع ذلك، حتى في الإعلام، يمرّ الخبر وكأنه يحدث في دولة أخرى.
اترككم مع المقال:
*ماكرون والتقسيم وأسباب فشل أي حل سياسي*
*بقلم: ناجي علي أمّهز*
4 – 12 – 2021
منذ عام 2019، وأنا أقول إنه لا يمكن تشكيل حكومة في لبنان.
وهذه الجملة لا أقولها لأن الشعب – رغم فقره وكثرة مشاكله – أو الساسة – وعلى عِلّتهم – لا يريدون حكومة، بل لأن الدول الكبرى ومن يدور في فلكها لا يريدون حكومة في لبنان.
أولًا:
الدول الكبرى هي من حافظت على منظومة الفساد في لبنان، وقامت بحمايتها ورعايتها ودعمها، ونفختها ومنحتها أكثر من حجمها. وهي نفسها من سهّلت وسمحت للمنظومة الفاسدة بنهب الشعب اللبناني وإفلاس الدولة.
فما من قرش خرج من لبنان إلى أي بنك خارجه، ولا عقار تم تسجيله باسم شخصية لبنانية في هذه الدول، إلا وكان بموافقة ضمنية أو صريحة من الدول الكبرى.
تلك الدول لا يُمكن فيها نقل الأموال أو تحويلها دون رقابة صارمة. لذلك، عندما يتم إيداع أي مبلغ في هذه البنوك الكبرى، يُستحصل على موافقة مسبقة، أو على الأقل يُطلب تعريف يثبت أن هذا الشخص لا يبيّض أموالًا أو يموّل الإرهاب. وينطبق الأمر نفسه على شراء العقارات.
ثانيًا:
حماية هذه الدول لمنظومة الفساد مردّها إلى تحويلهم إلى دمى، تُنفّذ ما يُملى عليها تحت التهديد بمصادرة أموالهم وفضحهم.
لكن بما أن فساد المنظومة وحده لا يكفي لإذلال الشعب، وجعله ينقلب على الحزب المستهدف أولًا خدمةً للعدو الإسرائيلي، كان لا بد من خطة موازية:
تجفيف مصادر الأموال الآتية إلى لبنان – من المغتربين، ومن بعض الصادرات، ومن سوريا والعراق والخليج – عبر العقوبات وملاحقة المتمولين، وضرب القطاع السياحي، ثم تفجير المرفأ، الذي كان شريانًا للعملة الصعبة.
في المقابل، كان يُطلب من منظومة الفساد إخراج الأموال من لبنان إلى البنوك الكبرى، وشراء العقارات، تمهيدًا للحظة مفصلية ينهار فيها كل شيء.
ثالثًا:
هذه الدول كانت تعلم بدقة كمية الأموال في البنوك اللبنانية – أكثر من الشعب نفسه – وكانت تُحصي كل دولار يخرج.
وعندما حان الوقت، انهار كل شيء، وصار اللبنانيون مستعدين لقبول أي حل، حتى لو على حساب السيادة والحدود، وبيع أصول الدولة وثرواتها.
كل ما جرى ويجري هدفه جعل لبنان فريسة سهلة للانقضاض عليه.
وإن كانت الدول الكبرى ومنظومة الفساد قد أوصلتنا إلى هنا، فمن الغباء أن ننتظر منها حلًا.
جولة ماكرون لم تكن لمساعدة لبنان، بل لتقديم أوراق اعتماده كمنفّذ أمين للأجندات الدولية، مقابل الغاز اللبناني.
وأمريكا لن تحل مشكلة اللبنانيين إلا إذا ساروا بالتطبيع، ونزعوا سلاح الحزب، وسمحوا لإسرائيل بالتنقيب في البلوك رقم 9.
ولهذا السبب سمحت أمريكا لشركة هالبيرتون بتوقيع عقد تنقيب مع الكيان الإسرائيلي في هذا البلوك، لأنها متأكدة أنها ستأخذه، وإلا لما سمحت بالعقد.
اليوم، جميع الدول تدرك أن لبنان “انتهى”، وهناك سباق على تقسيم التركة.
روسيا تحاول التدخّل في الشمال لقطع الطريق على الفرنسيين ومنعهم من أخذ الغاز، لأنها تعرف أن تحرر أوروبا من الغاز الروسي يعني فقدان روسيا 90% من وزنها السياسي.
وهي تشجّع التدخل التركي في طرابلس أيضًا، في إطار صراعها مع فرنسا الذي بدأ في ليبيا.
أمريكا تسعى للسيطرة على البلوك رقم 9 لتقدّمه لإسرائيل، كما قدّمت لها القدس. فالنظام العالمي العميق مهتم بتحرير إسرائيل من المعونات.
لكن في لبنان قوة واحدة تعرقل هذه المشاريع: سلاح الحزب.
هو القادر على تعطيل التنقيب في البلوك 9 والبلوك 4، إذا خرجت الأمور عن السيطرة. ولهذا يُطرح اليوم مشروع “الدويلات اللبنانية”.
التقسيم هو الغاية، لتخفيض الأعباء على الدول المتدخلة.
الفرنسيون يسعون لتقسيم يجنّبهم أي صراع أو اشتباك يعرقل خطتهم أو يضاعف خسائرهم.
هم لن يتدخلوا في الدولة الشيعية مثلًا، ولا يهمهم من يحكمها.
التقسيم يوفّر لهم بيئة حاضنة ومستقرة.
مثال:
قيام دولة جبل لبنان، وجزء من عائدات البلوك رقم 4 تكفي لحوالي مليون شخص يعيشون في بحبوحة.
أما تقاسم هذه العائدات على خمسة ملايين لبناني؟ فخسارة.
الخلاصة:
لا دولة كبرى، ولا من يدور في فلكها، مستعد أن يقدّم جرعة دواء واحدة للبنان.
المطلوب: موت لبنان، لتقسيم تركته، ولإزالة خطره عن إسرائيل.