مقالات

الإيجابية أسلوب حياة

الإيجابية سمة من سمات الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية، وتعني الخروج من التمركز حول الذات والانفتاح على العالم المحيط، والإيجابية لها معانٍ وصور كثيرة، ويمكنك أن تختار لنفسك الصورة التي تناسبك.

وثق تمامًا أنه لا سبيل للخروج مما أنت فيه من أزمات ومشاعر سلبية وضيق ذات اليد، سوى بأن تغير من منظورك للحياة، وبأن تقوم بدورك، فما هي الإيجابية؟ وهل يمكن، في ظل هذا المناخ، أن نكون إيجابيين؟ وكيف يمكن أن يتحقق ذلك؟ وما الفائدة التي ستعود علينا من جراء هذه الإيجابية؟ وما دور الإيجابية في الخروج من الأزمات التي نعانيها الآن؟ وما هو البديل لو تخلينا عن الإيجابية؟

كل هذه التساؤلات سوف تجد لها إجابة في ثنايا هذا المقال.

مفهوم الإيجابية

الإيجابية تعني المشاركة الاجتماعية الفعالة في المواقف الاجتماعية داخل المجتمع، والتفاعل الإيجابي معها، بما في ذلك مساعدة الناس والقدرة على التفاعل الجيد معهم، وتغيير أي اعوجاج إن وجد بالطرق المناسبة.

كما تعني أن يترك الإنسان أثرًا طيبًا فيمن يعيش معهم، كالزوج أو الزوجة والأولاد والجيران، والإيجابية كذلك هي القيام بعملٍ ما دون انتظار توجيه خارجي من أحد، وهي أيضًا عدم السكوت على الخطأ والسعي لمحاولة تغييره.

والإيجابية كذلك أن يخالط الفرد الناس ويصبر على أذاهم، ويسعى لتوجيههم، واضعًا نصب عينيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.”

وهي كذلك التفاني في العمل واتقاء الله فيه، هذه بعض معاني الإيجابية، فأي معنى من هذه المعاني سوف تختاره وتتبناه وتؤمن به، وتجعله دربك في الحياة؟ اختر لنفسك ما شئت، لكن لا تقف مكتوف الأيدي، لا تكن سلبيًا، فالوقت ليس وقت سلبية، بل نحن في وقتٍ نحتاج فيه لجهد كل مخلص.

الفرق بين الإيجابي والسلبي

نذكر دومًا أن الفرق بين الشخص الإيجابي والسلبي كبير. فالأول اختار أن يكون في قلب الحدث، متفاعلًا مع ما يحدث من حوله، بينما الثاني اختار أن يكون خارج الصورة، وأن ينزوي في ركنٍ بعيد.

وإليك دليل من القرآن الكريم على الفرق بين الشخص الإيجابي والشخص السلبي، في قوله تعالى:

﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (سورة النحل، آية 76).

فشتان بين الاثنين! نعم، الفرق كبير، فالأول سلبي (“كلٌّ على مولاه”) أي عبءٌ على سيده، يرى أن التغيير ليس بيده، وأنه عاجز دائمًا عن إحداث أي تطوير في نفسه أو فيمن حوله، كما أنه كثير الشكوى، ويلقي باللائمة على الآخرين، فيفشل.

أما الثاني، فهو يأمر بالعدل، ويسعى بين الناس بالخير، ويبحث عن الناقص ليكمله، مما يشعره بالثقة التي تؤدي إلى النجاح، ثم يعقب هذا النجاح نجاحًا آخر… وهكذا، فاختر لنفسك أي الشخصين تحب أن تكون.

الإيجابية أسلوب حياة

الإيجابية ليست مجرد كلمة، بل أسلوب حياة، اختر أن ترى الجمال في كل شيء، وأن تبتسم في وجه التحديات، الحياة أجمل عندما ننظر إليها بعين التفاؤل، كما أن السلبية تعيق الإبداع، بينما الإيجابية تفتح أبواب النجاح والابتكار.

كن مصدر طاقة إيجابية لنفسك ولمن حولك، وحقق أهدافك بخطواتٍ واثقة.

الإيجابية فطرة واختيار

الإيجابية فطرة، وتعني التفكير بطريقة تفاؤلية، والنظر إلى الجوانب الجيدة في المواقف المختلفة، بدلًا من السيئة، وهي أن تبحث دائمًا عن حلولٍ لأي عقبات قد تواجهك، وألا تتشاءم لاحتمالية الفشل أو تجعله عائقًا أمامك.

أن تكون شخصًا إيجابيًا ليس فرضًا أو شرطًا، بل هو اختيار وإصرار، حتى تقود حياتك إلى جعلها أسعد وأسهل وألطف.

احذر من الأولويات المضروبة والإيجابية السامة

وأخيرًا… احذر من الأولويات المضروبة والإيجابية السامة، يقول يوهان جوته:

“الأمور المهمة (في حياتك) لا يجب أن تكون تحت رحمة الأمور التافهة.”

 

بقلم دكتور/ عبد العزيز إبراهيم سليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى