الإعلان عن تأسيس متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي

محمد قناوي – القاهرة
أعلنت السفارة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة في باريس لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عن تأسيس متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي، جاء ذلك في البرنامج الثقافي الذي نظمته أناسي للإعلام والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومعهد العالم العربي بباريس بعنوان “إبداعات خالدة من السينما الكلاسيكية ” بمقر المعهد في باريس بفرنسا بحضور سعادة جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس ،وسعادة معضد حارب الخييلي وسعادة شمسة ناصرالخييلي، وأحمد الملا نائب رئيس البعثة بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في باريس، وعائشة كمالي القائم بالأعمال في الوفد الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونيسكو ،والدكتور أحمدو حبيبي الخبير بمنظمة الألكسو، وعفيفة الزيادي مندوبة الألكسو لدى اليونيسكو، كما حضر الأمسية الثقافية الفنية عدد من سفراء الدول العربية والهيئات الدبلوماسية ، وأكثر من 400 شخص من أبرز الشخصيات ومحبي الثقافة والسينما والفن ، وعدد من الإعلاميين .

وتعد باريس أول محطة دولية للمشروع الثقافي العربي والإماراتي متحف الأفلام الكلاسيكية، برعاية كريمة من سفيرة الثقافة فوق العادة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان وبالتعاون مع كلٍ من معهد العالم العربي بباريس ومنظمة الألكسو.
ويأتي متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي ضمن مجموعة من المبادرات الثقافية والإبداعية تحت شعار”نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا”.
وفي الكلمة الافتتاحية للبرنامج قال سعادة جاك لانغ: نحن سعداء جدا ولنا الشرف أن تختار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) معهد عالم العربي لتنظم فيه هذا البرنامج الثقافي لتكريم رواد السينما العربية الكلاسيكية وخاصة هذا المخرج العظيم هنري بركات ، كما يسعدني الجهود التي تقوم بها سفيرة الثقافة العربية لدولة الإمارات العربية لدى الألكسو والمشاريع الاستثنائية التي تتبناها لتطوير الفن والثقافة وصناعة الأفلام.

وقال الدكتور أحمدو حبيبي في كلمة الألكسو: نلتقي اليوم في إطار إطلاق نشاط سفيرة الألكسو فوق العادة للثقافة على المستوى الدولي الذي ينظم في معهد العالم العربي بباريس بما يكتسبه من رمزية وفاعلية في دعم أواصر التواصل والتبادل بين الثقافة والعربية و الثقافة الفرنسية .
ومشروع سُفراء الألكسو للثقافة يسعى لوضع المنظمة وأنشطتها في دائرة الضّوء عبر اختيار مجمُوعة بارزة من الشخصيّات العربية العامّة مشهُود بحُضورها وكفاءتها في المجالات الثّقافية والفنيّة والعلميّة والدبلوماسية. وتوظيف مواهبهم وشهرتهم، وعلاقاتهم، والقاعدة الجماهيرية الخاصّة بهم لجذب انتباه وسائل الإعلام، وتسليط الضّوء على القضايا المُهمّة التي تُركّز عليها المنظّمة لتحقيق أهدافها، والمساعدة في رفع مُستوى الوعي المجتمعي بدور المنظمة وأنشطتها ومهامّها وما تقوم به خدمة للثقافة العربية والعمل العربي المشترك.
وأضاف: تلعبُ المنظمةُ العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو دورَا بارزا ومحوريّا في خدمة الثقافة العربية بكُل تجلّياتها وتقديمها للعالم في صورتها الحقيقيّة النّاصعة. بوصفها ثقافة سلم وحوار متعدد ومتنوعة .كما تعمل المنظمة على دعم ومد أواصر التواصل والتعارف والتبادل مع مخالف ثقافات العالم بهدف بناء مشروع ثقافي محوره الإنسان أولا. وفي إطار عملها على تنفيذ التزامات التنمية بالدول العربية تعمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على تدعيم عملية متكاملة لرسم سياسات الاندماج الاجتماعي والتنمية المستدامة بالاستناد إلى تأثير وقوة الثقافة، ووضع خطط تعتمد على الثقافة من اجل شمول الجميع وتحقيق الرفاه الاجتماعي والسلم الأهلي في منطقتنا العربية والعالم.
كما تعمل المنظمة على إشراك الدول الدول العربية في تفكير متجدد في السياسات الثقافية لمعالجة التحديات العالمية، وتحديد الأولويات العاجلة والمستقبلية من أجل تشكيل قطاع ثقافي أكثر قوة وفاعلية، وتوسيع نطاق السياسات الثقافية لتشمل القضايا الأكثر تأثيرا في حياة الناس ،وهو نهج يرتكز بالكامل على السياسات العامة وآفاق التنمية المستدامة بما يتماشى مع خطة منظمة الألكسو لتعزيز التبادل الحر للأفكار والمعارف وتشجيع التعاون بين البلدان العربية ومختلف دول العالم وتوظيف قوة الثقافة لمواجهة التحديات المشتركة، وفي هذا الإطار تم إطلاق الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية بعد مراجعة الأولويات والأهداف لتنسجم مع تحديات المرحلة، كما تم إطلاق العقد العربي للحق الثقافي الذي يضع الثقافة ضمن الحقوق الأساسية للمواطن العربي ويضمن حقه في خدمة ثقافية تلبي احتياجاته وطموحاته وتنسجم مع خصوصياته الثقافية والاجتماعية.
وأوضح قائلاً: كان من ضمن التوصيات الصادرة عن مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (2022) مقترح تقدمت به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يتعلق بإدراج الثقافة كمكون أساسي في عمليات حفظ السلام العالمية، وقيادة حوار عالمي حول هذه المسألة في إطار الأمم المتحدة حتى تأخذ الثقافة مكانتها المركزية في عمليات صناعة السلام حول العالم.
وأكد على حرص المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على مواصلة عملها على المستوى الإقليمي الرامي إلى تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي والفني ودعم ورعاية المبدعين في المنطقة العربية، وحماية وصون وتثمين التراث الثقافي المادي وللامادي ،كما ستواصل المنظمة دعم ومرافقة الدول الأعضاء في تصميم سياساتها الثقافية المحلية وتنفيذها، بهدف خلق تنمية مستدامة قائمة على الثقافة متوازنة ولا تقصي حدا.
استهل البرنامج الثقافي بمحاضرة للمخرج عبد الرحمن لاهي مديرمؤسسة “دار موريتانيا” الثقافية، وخبيرلدى منظمة اليونسكو بعنوان”السينما العربية سحر وابداع ورقي” إبداعات فنية خالدة صورها رائد الواقعية”قدم خلالها عرضا عن مئوية السينما الكلاسيكية العربية ، وفي بداية حديثه أوضح لاهي أن سينما العصر الذهبي تميزت بسحر وألق المنتج ورقي المواضيع وحُملت أحلام وذكريات أمة بتعدد أطيافها وتنوع جغرافيتها، فحفرت في الذاكرة الجمعية وسافرت في تفاصيل حياة الأفراد والمجتمعات، لتعود بقطوف مرهفة من الصورة والصوت والحكاية.

وأشار إلى أن هذه المئوية كان أبطالها مشحونون برهافة الإحساس ودماثة الأخلاق وبعد النظر وتدفق المحبة، كما كان أبطالها طلائعيون بكل المقاييس، فحملوا هم السينما في كل تمفصلاته، في المحتوى وفي الشكل وفي التوزيع.
وتطرق في الحديث عن تفاصيل هذه الحقبة من خلال عدة محاور: تاريخ ظهور السينما في المنطقة العربية، وأهم محطات البداية، ومميزات ظهورها في مصر، والمحطات المشرقة والمميزة في مئوية السينما العربية في المحتوي، من ناحية النص والتمثيل والمواضيع المعالجة، وفي الإنتاج، من زاوية التطور التقني ( الأدوات) وظهور اقتصاد السينما، وفي التوزيع بشقيه التجاري والثقافي( قاعات العرض – التلفزيون – المهرجانات(.
وسلط لاهي الضوء على ما قدمه أبرز مخرجين هذا العصر “شيخ المخرجين العرب” هنري بركات، صوت المرأة والفلاح ، واستعرض خلال المحاضرة أهم أسباب نهاية هذا القرن الذهبي والتحديات التي تواجه السينما.
و تزامنا مع الإعلان عن تأسيس متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي، أكد لاهي على أهمية وضرورة وجود هذا الصرح مواكبة مع كتابة تاريخ السينما، وأن وجود المتحف لهذه السينما الذهبية المميزة، يكون حافظة لتاريخها وكتابا مفتوحا لعشاق السينما والباحثين والمتخصصين.
واختتم المحاضرة بالحديث عن السينما، كحبل وصال.. وجسر لتقارب الشعوب، وسفير لثقافتها.

تكريم شيخ المخرجين العرب
بمناسبة تكريم رمز الزمن الجميل هنري بركات شيخ المخرجين العرب قالت راندا هنري بركات في كلمة القتها بعدما تسلمت تكريم السفارة الثقافية من سعادة معضد الخييلي: أقف امامكم اليوم بفخر وسعادة بالغة. باسمي وباسم جيهان أختي أتوجه بالشكر والامتنان لسفيرة الثقافة العربية لدى (الألكسو) الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومعهد العالم العربي والمشاركين وجميع الحضور.في إطار هذا الحدث الثقافي الهام، يتم تكريم والدي بعد مرور ما يقارب من 3 عقود على رحيله.
كان يا ما كان ..منذ زمن بعيد … ولدت صناعة السينما وخطت أولى خطواتها، وتزامنا مع نشأتها اكتشفت أجيال عديدة من الشباب في العالم أجمع هذا الفن الجديد ووقعوا تحت تأثيره الساحر، وبعيون العشق والانبهار اتجهوا كلا في مجال تخصصه، وكانت نشأة الفن السابع في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان بركات من ضمن هؤلاء الشباب في باريس مكان إقامته آنذاك، وكانت البداية حيث أخذ في الاندماج مع الأوساط الفنية للتعرف على خيوط المهنة من خلال كواليس أوبرا باريس والمسارح الفرنسية، والتردد على أماكن تصوير الرواد الفرنسيين.
وأضافت: بمجرد عودته إلى القاهرة وبدافع الإبداع والشغف اللذين ولدا في وجدانه بعد اكتشافه لهذا العالم المذهل الخلاب فما السينما سوى شريط من الكادرات بالأبيض والأسود، وانطلق بركات لإخراج اول فيلم له عام 1942، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى نصف قرن من العطاء والإبداع، قدم ما يقارب من 100 عمل سينمائي يعد البعض منهم من درر وايقونات السينما العربية، وكان آخر إنتاجه سنة 1993،أي سنوات قليلة قبل رحيله.
وأوضحت أن بركات بمهارة وحساسية مرهفة ألقى نظرته الصادقة على الواقع المصري وعالج القضايا التي تمس المشاعر وتحمل المعاني السامية التي ترقى بها المجتمعات،واتسمت أفلامه بالحرفية المتقنة والموضوعية المجردة من المبالغة. كما عرف ببراعته في توجيه الممثلين في أدائهم وتعبيراتهم وما هو أهم من ذلك كله حرصه الدائم على احترام جمهوره. وكانت مصر دائما في الخلفية مصدر إلهامه وعشقه الأول بلا منازع.
وأن بركات بتواضع وبساطة شديدتين كما يليق بالعظماء صعد إلى مرتبة أولئك الذين أرشدوا الأجيال من بعده برؤيته الصائبة للحياة، وأنه لم يلتفت ابدا للشهرة والمجد وعاش بعيدا عن الأضواء الخداعة غير مكترث بها، ولكن الشهرة والمجد شقا طريقهما إليه ودفعاه على الساحة الدولية في مهرجانات كان وبرلين والبندقية وجاكرتا وفالنسيا ولوس انجليس وغيرها، حيث حصد العديد من الجوائز والتكريمات، وقد مثلت رائعته “دعاء الكروان” مصر في حفل الأوسكار في أميركا.
وختمت كلمتها قائلة: أتمنى أن يكون هذا الاحتفال وهذا التكريم فرصة فريدة تتيح للجمهور الفرنسي ولعشاق الفن السابع إمكانية اعادة اكتشاف بعض الأفلام العظيمة لهؤلاء العمالقة الذين خلدوا وأصبحوا رموزا حية وجزءا أساسيا من “العصر الذهبي للسينما العربية”.
عرض فيلم شاطئ الغرام
وعقب تكريم شيخ المخرجين العرب هنري بركات عرض فيلم “شاطئ الغرام” وهو أحد روائعه من تأليفه وإخراجه ، إنتج عام 1950، وهو فيلم رومانسي غنائي بطولة ليلى مراد وحسين صدقي وتحية كاريوكا وصلاح منصور ومحسن سرحان ، وكان أول فيلم يصور في مرسى مطروح وقد أطلقت وزارة السياحة اسم الفيلم على الشاطئ الذي شهد تصوير الفيلم ولا يزال المكان يحتفظ بالأسم”شاطئ الغرام”.

تكريم معهد العالم العربي والشركاء
قدم سعادة معضد الخييلي تكريم السفارة الثقافية لكلا من: سعادة جاك لانغ مدير عام معهد العالم العربي على جهوده طيلة 43 عاما في تطوير المعرفة بالعالم العربي ودعم الحركة الثقافية واللغة العربية وبناء الجسورالمعرفية بين أوروبا والدول العربية.كما كرم سعادته أحمد الملا نائب رئيس البعثة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في فرنسا للدعم والرعاية التي قدمته السفارة لانطلاق محطة متحف الأفلام الكلاسيكية من باريس. كما قدم تكريم لمنظمة اليونسكو لدورها اليونسكو البارز في حفظ التراث العربي عامة والإماراتي خاصة وتسلمت التكريم الأستاذه عائشة كمالي القائم بالأعمال في الوفد الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو. وكرم سعادة معضد الخييلي الشريك الدائم للسفارة الثقافية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو وتسلمت التكريم الأستاذة عفيفة الزيادي مندوبة الألكسو لدى اليونيسكو.كما تم تكريم المخرج عبد الرحمن لاهي، والفنانة عبير نصراوي.

حفل موسيقى لروائع أغاني الأفلام الكلاسيكية
وأشتمل البرنامج الثقافي على حفل فني شدت فيه الفنانة عبير نصراوي روائع أغاني الأفلام الكلاسيكية بقيادة المايسترو الدكتورمحمد الأسود ، مع مجموعة من العازفين المتميزين: عازف القانون خليل شُقير، عازف العود حلمي مهذبي، وعازف الفيلونسال رمزي صادق، وعلى الايقاع محمد عبد القادر، وعلى الكلافييه رمزي المبروك ،وعازف الكمان قائد الفرقة الدكتور محمد الأسود ، فغنت نصراوي للفنان محمد عبد الوهاب أغنية “يا مسافر وحدك”، وللفنانة ليلى مراد أغنية “قلبي دليلي”، وللفنان عبد الحليم حافظ أغنية “بحلم بيك”، وللفنانة أسمهان أغنية”يا اللي هواك شاغل بالي”، وللفنان فريد الأطرش كوكتيل أغاني( أغنية نورة، أغنية لكتب ع أوراق الشجر، أغنية يا حبايبي ياحلوين) محمد قنديل أغنية”يا مهوّن”، ولكوكب الشرق أم كلثوم أغنية”غني لي شوية”، وللفنان وديع الصافي أغنية”على رمش عيونها”،وللفنان محمد فوزي أغنية”أي والله وحشونا الحبايب”، وللفنانة شادية أغنية”سونة يا سنسن”.
متحف الأفلام الكلاسيكية
تتبوأ دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة فريدة في عالم السياحة، وأهم ما يميزها قصر الإمارات الشهير، ومتحف المستقبل بتصميمه الهندسي الباهر، وجامع الشيخ زايد الكبير، وكثبان الوثبة الساحرة، وما إلى ذلك من المعالم السياحية الجذابة، واليوم تضم الإمارات معلماً جديداً يتطلع إليه الزوار وهو: متحف الأفلام الكلاسيكية.
ترسخ الإمارات يوماً بعد يوم مكانتها في عالم السينما؛ حيث أصبحت مقراً لمواقع تصوير الأفلام العالمية مثل فيلم: Mission Impossible: Ghost Protocol،وفيلم6 Underground وغيرها، سيراً على خطى الإمارات، تكرس أناسي للإعلام جهودها لإحياء السينما وإعادتها إلى سابق مجدها في العصر الذهبي وإحياء الأساليب الحرفية، والفن وتقنيات صناعة الأفلام وذلك من خلال التفاعلات الاجتماعية مع الروائع الكلاسيكية التي تتمثل في عرض الأفلام، والمعارض المؤقتة والدائمة، والدورات، وورش العمل، والحوارات مع الفنانين وصناع ومخرجي الأفلام، وغيرهم من المتخصصين .

تجسيداً لأهمية المبادرة التي جرى الإعلان عنها في إطار السفارة الثقافية للدولة لدى “الألكسو” المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، يضم المتحف مقتنيات تزيد عن 150 قطعة بعضها نادر ولم يعرض من قبل ، وتشمل:بوسترات أفلام، وصور، وأزياء، مواد سمعية ومرئية ، أدوات تصوير قديمة ، وأعمال فنية، والعديد من المقتنيات التي تم جمعها من المهتمين والمتخصصين، وما إلى ذلك من الروائع الجديرة بالاقتناء، فضلاً عن سلسلة من التجارب التفاعلية.
يقدم المتحف تجربة ساحرة تجمع بين ثلاثة محاور عالمية للسينما في العصر الكلاسيكي: السينما العربية/ المصرية، وهوليوود، وبوليوود، في مكان واحد بهدف تقديم معرفة أعمق بالسينما في العصور الماضية، بدءاً من الأفلام الصامتة وصولاً إلى الأعمال المعاصرة مع الإشادة والاحتفاء بأساطير الإخراج وصناع الأفلام الذين حملوا شعلة الفن في عالم السينما الساحر والملهم.
تعبر السينما عن تنوع مجتمعنا؛ إذ إنها شكل من أشكال التعبير والتواصل يجمع بين القوة والانتشار الواسع، كما أنها ترتقي بالنفس وتخترق أعماقها وتعيننا على فهم أنفسنا والعالم الذي نعيش فيه.
هنري بركات
ولد في القاهرة في يونيو 1914 ، وهو رابع طفل لأسرة من بلاد الشام، درس هنري بركات في الفرير ، وهي مدرسة فرنسية في القاهرة. ولإشباع رغبات والده الطبيب، سعى للحصول شهادة في القانون. بمجرد تخرجه، غادر إلى فرنسا لتعميق معرفته بالفن السابع. قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية ، عاد إلى مصر وبدأ حياته المهنية كمخرج من خلال التدرج في المهن من الأصغر إلى الأكبر ، حتى أصبح مخرجًا ومنتجًا.
على مدار نصف قرن ، أنتج بعض روائع السينما المصرية ، منها فيلم “دعاء الكروان” عام (1959) ، و فيلم “الحرام” عام (1965). نتج عن التعاون مع نجمته المفضلة فاتن حمامة 18 فيلما. كما أنه وضع موهبته كمخرج في خدمة مطربين مشهورين مثل فريد الأطرش ، الذي كانت تربطه به صداقة قوية. معا صنعوا عشرة أفلام. كما عمل مع عبد الحليم حافظ (3 أفلام)، وليلى مراد وشادية ومحمد فوزي. في لبنان ، أنتج مسرحيتين موسيقيتين مع الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز. وبشكل عام اخرج أفلام كوميدية ، ودرامية، و رومانسية ، وموسيقىة ، ووطنية. توفي عام 1997.
المخرج عبد الرحمن لاهي
سينمائي، مدرب ثقافي – مدير دار موريتانيا
مساعد للمخرج عبد الرحمن سيساكو
خبير لدي اليونسكو
مواليد 27 يوليو 1971، مخرج، ومدرب ثقافي، التحق بالعمل الثقافي في الثمانينات من خلال الاتحاد الوطني لمسرح الهواة، كممثل ومخرج وكاتب مسرحيات. عمل محررا في العديد من الصحف الموريتانية، أسس الجريدة الساخرة “اشطاري” ذائعة الصيت في موريتانيا.
التحق بالتمثيل التلفزيوني منتصف الثمانينات، وكان عضوا في فريق البرنامج التلفزيوني السياسي الساخر “شي الوح افشي”
درس السينما في EICAR بباريس، ليعود ويؤسس سنة 2002 دار السينمائيين التي تعمل علي التدريب والبث والانتاج السينمائي والتي تنظم المهرجان السينمائي الموريتاني الوحيد.
عضو في العديد من الهيئات الثقافية الافريقية والعربية والدولية. ومحكم في عشرات المهرجانات السينمائية الدولية.
ترأس مؤسسة “المورد الثقافي” لمدة ست سنوات، وشبكة “ارتيريال نيتوورك” شمال افريقيا لمدة ثلاث سنوات.
كتب وأخرج العديد من المسرحيات والأفلام، وأنجز دراسات متعددة عن الشأن الثقافي.
الفنانة عبير النصراوي
من مواليد القصرين – تونس.
– مطربة تونسية وباحثة في علم موسيقى الشعوب متخرجة من جامعة السوربون.
– ترعرعت في بيت متواضع عشق الفن والموسيقى، احتضن موهبتها وشجعها خاصة وقد ظهر جمال صوتها وتمكنها منذ حداثة سنها.
– كان والدها أستاذ أدب فرنسي وعاشقا للأدب العربي والطرب الشرقي الأصيل، فكبرت على أصوات أم كلثوم وصالح عبد الحي ومحمد عبد الوهاب تصدح في أركان البيت وكانت تردد أغانيهم صحبة والدها ذي الصوت الطربي الجميل.
– بعد حصولها على بكالوريا آداب توجّهت نحو الفنون ودرست في المعهد العالي للموسيقى في العاصمة تونس وهناك كُلّلت بالنجاح في الأستاذية في الموسيقى.
– من ثمّ ناداها الرحيل طلبا لآفاق معرفية أوسع وفضاءات ثقافية أرحب، فتوجهت للعاصمة الفرنسية باريس لمواصلة دراساتها في المرحلة الثالثة في جامعة السوربون وفي عاصمة الأنوار طاب لها العيش منذ أكثر من عقدين من الزمن..
– كانت بدايات عبير النصراوي في فرقة المعهد وهناك صقلت صوتها وتمكّنت من أداء الأشكال الغنائية التقليدية مثل الأدوار والموشحات الأندلسية وتتلمذت على يد أساتذة كبار مثل عبد الحميد بلعلجية ومحمد سعادة وزهير الهاني رحمهم الله.
– بعد ذلك كانت بداياتها الفعلية على خشبات المسارح العريقة مع الموسيقي العراقي نصير شمة الذي اعتمد على صوتها في عمل قدمه بدار الأوبرا المصرية، ومع سمير العقربي في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي لسنة ١٩٩٨. تجربتان أثرتا بداياتها وعلّمتاها فتح ذراعيها للموسيقى وللحياة.
– بعد انتقال إقامتها إلى باريس سنة ٢٠٠١، جعلت عبير هاجسها الأول تقديم صورة مشرقة عن الثقافة العربية التي شوهها الإرهاب، ولم تكتف بحذقها للموسيقى التونسية والشرقية بل كانت لها لهفة للأخذ بالأجمل من مختلف ثقافات العالم. فقدمت مشاريع فنية تنهل من الموسيقى التقليدية التي تُعتبر واحدة من أبرز ممثليها خاصة في أوروبا، وتنفتح على زخم ثقافي عالمي يكرّس مبدأ انتفاء الحدود أمام الفنون.
غنّت عبير النصراوي مع موسيقيين من إسبانيا والأرجنتين والهند وفرنسا وكوبا لكن الطرب الشرقي الأصيل يبقى على حد قولها “العين التي ترويها” وهي واحدة من أقدر الأصوات على أداء هذا النمط من الغناء الذي يحتاج قوّة الصوت وعذوبة الأداء
من أهم المسارح العربية والعالمية التي غنت بها:
معهد العالم العربي بباريس
الأولمبيا بباريس
معهد الثقافات الإسلامية بباريس
المسرح البلدي بتونس
مدينة الثقافة بتونس
مسرح محمد الخامس بالرباط
متحف البطحاء بفاس
قاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة
مسرح ستاليت بستوكهولم
مشاركة في مهرجان سرفانتاس بمدينتي غواناخواتو ومكسيكو
مشاركة في المهرجان الصيفي لمدينة مرسيا بإسبانيا