أخبار عالمية

أزمة المياه والصرف الصحي في غزة: كارثة إنسانية تهدد صحة السكان

يارا المصري
تواجه قطاع غزة أزمة إنسانية حادة، تتجلى في نقص شديد في الوصول إلى مياه نظيفة وفي ظروف صحية متردية. ووفقاً للتقارير الحديثة، فإن أكثر من 85% من شبكات المياه والصرف الصحي في القطاع لا تعمل بشكل سليم، مما أدى إلى تلوث مصادر المياه، وظهور فيضانات لمياه الصرف في الشوارع، وانتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة.
يتهم كثير من السكان منظمات المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، بتفاقم الوضع. ووفقاً لرواياتهم، فقد تم استخدام منشآت المياه والصرف الصحي كقواعد عسكرية، ما أدى إلى استهداف هذه المنشآت خلال الغارات الإسرائيلية. النتيجة كانت تدمير محطات الضخ، الخطوط الرئيسية، ومحطات التحلية، مما ضاعف أزمة المياه النقية.
على سبيل المثال، أفادت عائلة أبو ريان في حي الشجاعية أن المنشأة القريبة من حيهم، والتي استخدمتها حماس كقاعدة، تعرضت للقصف خلال عملية عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى توقفها وحدوث نقص حاد في المياه. وقالت الأم: “أطفالنا يعانون، لا يوجد لدينا ماء للشرب أو لغسل اليدين. استخدموا منشأتنا كقاعدة، والآن نحن ندفع الثمن.”
كما أعربت المنظمات الإنسانية الدولية، مثل “أطباء بلا حدود” و”يونيسف”، عن قلقها الشديد من الوضع. وأفادت تقارير بأن “أطباء بلا حدود” اضطرت إلى وقف توزيع المياه في أكثر من 137 نقطة، بسبب تضرر المنشآت والخطوط. وأوضح ممثل المنظمة: “وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها توفير المياه للناس، وهم مضطرون لحمل الدلاء لمسافات طويلة للبحث عن الماء.”
الوضع الصحي في غزة يزداد سوءاً، مع ارتفاع حالات الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، مثل الإسهال والتهابات الجهاز الهضمي. الضغط على المستشفيات يتزايد، مما يصعّب عليها تقديم العلاج اللازم للمرضى. وقالت أم لطفل مريض: “أطفالنا يعانون، لا يوجد لدينا ماء للشرب أو لغسل اليدين. استخدموا منشأتنا كقاعدة، والآن نحن ندفع الثمن.”
في الختام، الأزمة الإنسانية في غزة تتطلب استجابة فورية ومنسقة من المجتمع الدولي. يجب ضمان وصول المنظمات الإنسانية بحرية، وإعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة، وتأمين توفير المياه النظيفة لجميع السكان. الأزمة الحالية تشكل نداءً عاجلاً للعمل لمنع تدهور أكبر في الوضع الصحي والاجتماعي في القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى