
الكامور والبقية… ليس كل فوضى احتجاج حق وليس كل “نخبة” حقيقة تذكرت ماحدث في الكامور وباقي أرجاء ولاية تطاوين وأنا أشاهد صور التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ومواجهة الأمن بالمولوتوف والحجارة في عديد الأحياء الشعبية والمدن.
لن أتحدث عن الأسباب والدوافع ولا عن مشروعية أو شرعية هذا وذاك، لكن سأشير إلى بعض المفارقات التي تسير الرأي العام لدينا وإلى بعض المؤشرات التي تصنع موجة الفكر والتعليق وتجعلها قرارا حاسما لتصنيف التونسيين والتونسيات وتحديد توجهاتهم.
في تطاوين تواصل الإعتصام في الكامور أكثر من شهرين في الصحراء وشهدت المدينة إحتجاجات وإضراب عام لكن لم تتكسر ولو زجاجة نافذة ولا حتى كأس بلور في مقهى.
لا تخريب، لا خلع محلات، لا سرقة، لا تكسير.. في حين قوبل المحتجون بالتشويه والسب والاتهام بالإرهاب والتطرف.

لكن بوجود العقلاء وصل المسار التفاوضي إلى نتائج ممتازة(بصرف النظر عن التزام الحكومة بتنفيذ التعهدات أم لا).
لكننا سهرنا البارحة نشاهد مقاطع متنوعة من مشاهد الإجرام والسرقة والتخريب في عديد الأحياء والجهات من طرف شباب وأطفال قصر نامو ملأ جفونهم خلال النهار وخرجو عتاة مدججين بالمولوتوف ومشحونين بشعارات الثورجية والحرية من وراء حواسيب وهواتف نقالة فخمة وبدعم فكري وتأييد طوباوي من “نخبة” مهترئة عجزت عن فصل الفكري الإيديولوجي عن الرأي الحر الحق.
وبين كامور الحق وتخاريف الحريات ضاعت العدالة في عزيزة وغرقت الانهج في 33070 صنفا من الهرطقات
وصفي بصيلة