مقالات
■ “ليس كل ما يُعلم يُقال” وجريمة الإعلام

من أروع ما يُروى عن سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، قوله:
«ليس كل ما يُعْرَف يُقال، وليس كل ما يُقال حَضَرَ أهلُه، وليس كل ما حَضَرَ أهلُهُ حان وقته، وليس كل ما حان وقته صَحَّ قوله»
فليس كل ما يُعرَف يقال.. هذه القاعدة الذهبيّة في الحديث قد قال ما يضاهيها العلامة الإمام الشاطبي من قبل: «ليس كل علمٍ يُبَث ويُنْشَر، وإنْ كان حقاً»، فكيف إذا كانت تلك المعلومة معلومة سوء، ليست في محل القطع ولا إثبات لها بعدُ، فشرّها أقرب، وفائدتها معدومة تماماً.. كما يزداد الضرر، عندما يأتي نقلها عن شخصيات إعلامية أو سياسية معروفة، فيتلقفها من خلفهم حمّالو الحطب والمرحفون في “المدينة” لبث الفتنة داخل المجتمع وتفتيت أسسه.. للأسف، فالإعلام حالياً المحلي منه والدولي (الا القليل) أصبح فضاءً مأجورا منفلت الضوابط.. ففضلا عن البرامج المنحطة والدعوة الى الفجور التي يؤسس لها من خلال “بلاتوات” التهريج، ومسلسلات السقوط الاخلاقي.. فإنه يتحوّل بالتوازي في أغلب الأحيان الى قاعات محاكم تفتيش توجه فيها التهم لمن خالفهم الراي او المصلحة أو الخلفية، أو خالف من يموّلهم من خلف الستار.. ثم تستبق هذه الغرف المشبوهة (التي تتمعش من ضرائب المواطنين) المحاكم في أصدار الاحكام جزافا بالإدانة دون بيّنة ولا لسان دفاع.. اعلام ساقط بكل المعايير الاخلاقية والقانونية – حاشا الشرفاء وقليل ما هم – يرسم الخطوط العريضة للخبر البهتان ويترك التفاصيل بعد ذلك الى منصات التواصل الاجتماعي التي جعلت بمقدور أيٍ رويبضة في كل مجال من المجالات ( قانونية ..اعلامية ..اجتماعية .. سياسية.. دينية) أن يقول ما يشاء، ويفتري ما يُريد، ثم يختبئ بكل جبن خلف شاشة واسم مستعار.. !!
فلا نامت أعين الجبناء