فن و ثقافة

حلقة نقاشية بمهرجان الجونة : السينما بلورت الهوية الفلسطينية وكشفت أكاذيب الصهاينة

محمد قناوي – الجونة – البحر الأحمر

عقدت ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي حلقة نقاشية بعنوان ” السينما في الأزمة.. عين على التغطية الإعلامية لفلسطين ” بحضور عدد من مخرجي وصناع السينما الفلسطينية وهم فرح نابلسي، خليل المزيان، رشيد مشهراوي، محمد المغني، أحمد المنراوي، نجوي النجار.

وتحدثوا خلال الحلسة عن الصعوبات التي تواجه السينمائيين الفلسطينيين وعن أهمية السينما الفلسطينية في نقل الحقائق التي يتعرض لها الفلسطينيون علي يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب الذي تعرضوا لها.

وقال المخرج رشيد مشهراوي: “ما في أحد سيظل للأبد ولا سيكون هناك احتلال إلى الأبد ولكن في سينما فلسطينية ولديها دور كبير وإحنا كفلسطينيين مجتمع وتاريخ، والسينما الفلسطينية تحمل الكثير من الأشياء وتكشف أكاذيب الصهاينة”.

وتابع رشيد مشهراوي: “السينما لازم تاخد مكانها وأعتقد أن السينما الفلسطينية حققت وأنجزت الكثير واللي بلور الهوية الفلسطينية هي السينما، وإحنا بنعمل سينما عشان نقول للعالم إحنا مش أرقام إحنا بشر ومجتمع”.

واستكمل رشيد مشهراوي: “لازم نساعد السينمائيين في غزة أنهم يحكوا قصصهم ويكشفوها للعالم حقيقة ما يحدث، لأننا بنعمل بذور في الأرض من خلال السينما لنتناول قصص وأرواح راحت في المجازر اللي عملوها الصهاينة حتي نناشد العالم لوقف إبادتنا”.

واختتم رشيد مشهراوي حديثه: “للأسف اللي اتعلمته من هذه الحرب أن بقي عندي نظرة أوضح للعالم وحقوق الإنسان وجامعة الدول العربية وأقصد الأنظمة وليست الشعوب وأنا فخور بالسينما الفلسطينية”.

أكدت المخرجة الفلسطينية فرح نابلسي أن السينما هي نوع من المقاومة وتوثيق للتمييز العنصري، فلدي العديد من الأسئلة في السبعين يومًا الأخيرة، فالقانون الدولي انتقائي ولا يطبق على الجميع.

وأضافت: “اتساءل ما الهدف من كل شيء وليس السينما، فما يحدث غير مسبوق ويفوق كل تصوراتنا، ولا يمكن لأي فيلم التعبير عنه، لكن يكفي أن كثيرًا من الشباب في العالم خرجوا في مظاهرات في العالم الغربي، وهذا دليل على وعيهم بالقضية، وهذا ما تفعله السينما”.

وتابعت: “السينما هي الطريقة الأفضل للتواصل الإنساني في العالم، لأن الأقلام تعبر الحدود، وتلعب دورًا مهمًا وستظل كذلك، فالسينما هي طريقة المقاومة التي أعرفها، ونحن كبشر نعبّر عن بعضنا البعض وإذا توققنا سننتهي كبشر”.

يقول المخرج الفلسطيني خليل المزين: “ولدت في غزة وعشت اجتياحات كثيرة، لكن ما يحدث الآن لا يتحمله أحد، خصوصًا أنني فقدت أشخاصًا كثيرين كنت أعمل معهم، ليصبح السؤال هل السينما الفلسطينية قادرة على التعبير عما يحدث؟.. أو هل ما يحدث سيأخذ السينما الفلسطينية في منحى آخر؟”.

وتساءل المزين أيضًا: “هل سيتحمل الجمهور تسطيح الحالة في السينما أو ألا تكون على مستوى الحدث، فهناك أفلام مرت مرور الكرام في سينما الثورة الفلسطينية، وأرى أن غياب النقد أدى إلى تسطيح القصة سينمائيًا، خصوصًا أن السينما وجِدت لخلق حالة تضامن وتسلّط الضوء على القضية ولتنقلها إلى العالم لخلق حالة تغيير، لا سيما أن الحدث في غزة كبير وجلل”.

أكدت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار أنها كثيرًا ما كان تسأل نفسها منذ 22 عامًا أسئلة مثل هذه، قبل أن تعود مجددًا لتقدم عملًا سينمائيًا، إذ قالت: “هناك الكثير من المخرجين فتحوا لنا الطريق، وباب الوصول للآخر من خلال عرض أعمال في مهرجان “كان” مثلما فعل رشيد مشهراوي، بينما وصل المخرج هاني أبو أسعد إلى هوليوود، ثم مها الحاج، وفرح نابلسي، وخلال سنين طويلة عملنا فيها، وحاولنا أن نقدم صورة بصعوبة، خصوصًا أننا نقاتل آلة عالمية كبيرة متحدة مع إسرائيل”.

وأضافت: “مررت بأربعة حروب وهذه هي الخامسة، وفي كل مرة ندعو ألا تتكرر هذه الحرب، ثم ندرك أن الجمهور في انتظار الأفلام التى تحاول أن تحكي الرواية، وبالتالي فنحن جزء من حركة بها تضامن وتغيير صورة رغم أننا لا نشعر بها عالميًا، ورغم حزني على تدمير البلد ووقوع الضحايا، لكنني أعرف أننا لا بد أن نظل نقدم قصصًا، ورغم الإحساس العام بأنه ماذا سيقدم الفيلم، لكن السينما صوت وسلاح، وهذا السلاح علينا أن نظل نستخدمه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى