«أنف وثلاث عيون» في عرضه العالمي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي

محمد قناوي – جدة
يشهد الرد كاربت بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الليلة عرض الفيلم المصري “أنف وثلاث عيون”، في العرض العالمي الأول له، ويأتي ضمن برنامج “روائع عربية”، ويقام له عرض صباحي بسينما البحر الأحمر يعقبة مؤتمر صحفي لمخرج الفيلم ومنتجته فيما سيُعرض للجمهور في اليوم التالي على شاشة “فوكس سينما” برد سي مول جدة والفيلم من بطولة ظافر العابدين، صبا مبارك، سلمى أبو ضيف، جيهان الشماشرجي، صدقي صخر، سلوى محمد علي، نبيل ماهر، نور محمود، والطفل سليم مصطفى، مع ظهور خاص للنجمة دينا الشربيني ضيفةَ شرفٍ وكتب سيناريو العمل وائل حمدي، وأخرجه أمير رمسيس، انتاج شاهيناز العقاد، رايز ستوديو، لاقوني لإنتاج الأفلام وهو معالجة سينمائية مُعاصرة لرواية الأديب الراحل إحسان عبد القدوس.
الفيلم تدور أحداثه حول “هاشم” جرّاح تجميليّ بارز في أواخر الأربعينات من عمره. يلجأ إلى “علياء”، الطّبيبة النّفسيّة، ويحاول أن يشرح لها الصّراع الّذي يعيشه بعد تورّطه مع فتاة أصغر منه سنًّا، فهذه القصّة تثير ذكريات الماضي، حيث نرى كيف التقى “هاشم” ب”رحاب” أو “روبى”، وكيف تطوّرت علاقتهما. تعمل “روبى” في شركة وسائل التّواصل، وهي مسؤولة عن حساب “هاشم” في الشّركة، وقد تأثّر بعملها على الرّغم من صغر سنّها، حتّى أعجب كلّ منهما بالآخر. ومع تورّط “هاشم” في حياة “روبى”، يلاحظ فارق السّنّ الكبير بينهما. حاولت “علياء”، الطّبيبة النّفسيّة، معرفة سبب تمكّن “روبى” من التّأثير في “هاشم” على الرّغم من فشل العديد من الأخريات في فعل ذلك على مرّ السّنين. تفترض “علياء” أنّ “روبى” تشبه والدة “هاشم”، ولكنّه لا يرى الأمر على هذا النّحو، لذا تطلب منه البدء بالكتابة عن والدته، وعن علاقاته السّابقة. وخلال إحدى زيارات “هاشم” لعلياء، وفي أثناء خروجه، يُصدم برؤية “نجوى الرّاوي”، وهي واحدة من علاقاته السّابقة، الّتي أمضى معها عامًا، ليتفاجأ بمعرفة أنّها متزوّجة في السّرّ من رجل يكبرها في السّنّ، وذلك من أجل الفوائد الماليّة. هذا الاقتباس لرواية “إحسان عبد القدّوس” ينقلنا بشكل ساحر إلى عالم رجل ممزّق بين ثلاث نساء. يتميّز أداء “ظافر العابدين” دائمًا بالدّقّة والإقناع، ويعكس نصّ الفيلم التّقليديّ الطّويل للسّينما المصريّة في تكريم الأدب العربيّ العظيم.
تُعدّ رواية «أنف وثلاث عيون» التي صدرت 1964، إحدى الروايات المهمّة في مسيرة عبد القدوس، التي تتناول العلاقات بين الرجل والمرأة ومفهوم التحرُّر، وقدّمت السينما المصرية فيلماً بالعنوان عينه عام 1972 من بطولة الفنان محمود ياسين أمام الفنانات ماجدة، ونجلاء فتحي، وميرفت أمين، وإخراج حسين كمال
كما حظيت الرواية باهتمام وتلفزيوني وإذاعي كبير، فقدّمها المخرج نور الدمرداش عبر مسلسل عام 1980 من بطولة كمال الشناوي أمام يسرا وليلى علوي وماجدة الخطيب. وسبقتهما الإذاعة بتقديمها في مسلسل من بطولة عمر الشريف ونادية لطفي وسميرة أحمد ومحسن سرحان، وإخراج محمد علوان. وحملت الأعمال الثلاثة عنوان الرواية الأصلي عينه.
واكد المخرج رمسيس حبّه للرواية بشكل أساسي، قائلاً: «أكبر تحدٍ يواجه من يتصدّى لهذه الرواية، هو إيجاد رؤية مختلفة وحبكة سينمائية جيدة. هذا ما وجدته في رؤية السيناريست وائل حمدي الذي حوَّل النص الأصلي إلى طرح مختلف لهاجس العلاقات الثنائية مع فارق السنّ بين الطرفين»، لافتاً إلى أنّ «ظروف تسويق الفيلم المصري جعلته لا يفي بحق الشخصيات، بقدر وفائه لشكل السرد مثلما ورد في النص الروائي»، موضحاً أنّ «حرية اختيار الممثلين الآن تجعلنا نبني الفيلم على أجيال مختلفة لإظهار فارق السنّ بين الشخصيات، وإبراز إضافة أخرى جديدة على غرار التي تؤدّيها صبا مبارك».
يستشهد رمسيس بمقولة للمخرج داود عبد السيد: «لا بدّ أن تخون النص الأصلي لفيلمك لتكون وفياً له”، هي التي ذكرها بعد تجربته الناجحة بفيلم “الكيت كات” المأخوذ عن رواية “مالك الحزين” لإبراهيم أصلان، وهذا ما أعجبني في سيناريو”أنف وثلاث عيون”.
ينفي أمير رمسيس قلقه من المقارنة بين فيلمه والفيلم الأول، قائلاً: لا أخشى المقارنة ولا تشغلني، فأنا أقدّم تجربة معاصرة ومغايرة. فيلمي يدور في الزمن الحالي، وثمة اختلافات عدّة في المفردات والمفاهيم ولغة الحوار وإيقاع الحياة.