فن و ثقافة

صَدَرَ حديثا : “مونبرناس” لِلَطّوف العبْد الله

صَدَر حديثا عن دار ديار للنشر والتوزيع في تونس ، وضمْنَ سلسلة “أدب الرّحلة” ، كتاب جديد للكاتب السوري المُقيم بتونس “لَطّوف العَبْد الله” بعنوان “مونبرناس” ، بغلاف للفنّان السوري “رامي شَعبو”.
والكتاب يقع في 116صفحة قياس 15/21سم ، ويمكن اقتناؤه بثمن “15” د.ت في العاصمة التونسية مِن مكتبة “الكتاب” –شارع الحبيب بورقيبة، مكتبة “المعرفة” – ساحة برشلونة، مكتبة “بابل”-نهج غانا قرب البساج، مكتبة “بوسلامة”- باب بحر، مكتبة ” العيون الصافية”-نهج عاصمة الجزائر خلف وزارة المرأة . وفي أريانة مِن مكتبة “العين الصافية”-نهج أبو لبابة الأنصاري بالمنزه السادس.
وهذا الكتاب الذي كان ثمرة زيارة في مهمة ثقافية قام بها المؤلف إلى باريس ، ينطوي على مواقف لافتة وحكاية شيّقة ،وتنقلات بين الجغرافيا والتاريخ والشرق والغرب.
نقتطف للقارئ هنا :
“..وفي الطريق بين مونبرناس ومقرّ المنظمة العالمية للتربية والعلم والثقافة والاتصال، تنتشر المقاهي الجميلة وكلّ واحدة أجمل من الأخرى. يعشق تلك المقاهي ويتنقل بينها كلما وطئت قدماه أرض عاصمة المجون والجنون. ألحَّ على الحسناء أن يحتسيا فنجانين من قهوة الاكسبرس اللذيذة فأجابته بالرضا والقبول، ولكن حركة عينيه لا تهدأ يميناً وشمالاً، فأينما تلفت الرجل يجد جمالا خلابا يحيط به. يتفحّصّ أجساد النساء العابرات في الشوارع من الأرض إلى السماء، ولا يترك مفصلا إلاّ ثقبه بنظرة أشدّ نفاذاً مِن أشعة الليزر والأجهزة الماسحة في المطارات.
تحاول السيدة إخفاء خجلها والإحراج من تصرفاته الساذجة وبين الفينة والأخرى تلفت انتباهه بحديث أو سيرة معينة. لتبقيه منضبطا ولو في الحدود الدنيا عساها تحافظ له على شيء من وقاره الذي يهدره كلّ حين.
يظنّ الرجل من فَرْط سذاجته أنّ السيدة الحسناء كانت تغار عليه من اهتمامه بالنساء، فيستمر متجاهلا خجلها وأنوثتها إمعانا بإغاظتها ودفعها إلى مزيد الغيرة بالعناية وشدّ الانتباه. أخيرا، وبعد تلك المعاناة منذ الصباح عبرا مدخل اليونسكو فشكرت السيدة في سرّها المولى وأثنت عليه، بالوصول على خير إلى عملها.
بدأت تظهر على الرجل نوبة الشرود التي يعاني منها، كلّما رأى جدرانها واشتمّ رائحة أخشابها، وسار في زواريبها وأزقتها. قاطعت السيدة شروده وأخبرته بأنّها تأخرت كثيرا عن عملها، وأنّها ستتجه نحو إدارتها في الطابق الرابع. عليها أن تبرّر لمديرها أسباب تأخيرها منذ الصباح.
أمسك بها وسألها أين تعلمت اللغة العربية؟ ومن أين أنت؟ أجابته بابتسامتها المعهودة، بأنّ هذا يطول شرحه ويحتاج إلى وقت وأنا مضطرة للالتحاق بعملي.
إذاً كيف نلتقي مرّة أخرى لنتحدث، بادر الرجل مرة أخرى بالسؤال؟. تنهدت الحسناء وقالت له: في الساعة الخامسة مساء نلتقي هنا في هذا المكان ثمّ نخرج معا”.Zone contenant les pièces jointes

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى