هل تصدر ليبيا الغاز الطبيعي؟ وهل لديها مخزون احتياطي و ماهي كمية الإنتاج اليومي ؟هذه التساؤلات وغيرها طرحتها “شمس اليوم “على الخبير الاقتصادي الليبي المنصف الشلوي والذي امدنا بمعطيات دقيقة في الغرض منها ان ما يتم تصديره من الغاز الطبيعي الليبي يقدر في حدود 750 مليون قدم مكعب من اجمالي الانتاج اليومي كما يبلغ احتياطي ليبيا المؤكد من الغاز الطبيعي أكثر من ( 55 ) ترليون قدم مكعب ودعا الى اجراء عقود استثمار مع شركات عالمية مختصة من اجل انشاء وحدات تصنيع ضخمة لان الوضع الاقتصادي الحالي في ليبيا وحالة التفكك لا تسمح بذلك شريطة أن تكون هذة العقود ذات مردود إيجابي على الدولة الليبية و بأن تحفظ بها سلطتها على مواردها و أن تكون ذات جدوى فنية و أقتصادية مثلى.
هل الدولة الليبية تصدر مادة الغاز يوميا” آسوة بالنفط الخام ؟ وكيف يتم تصديره ؟
عملية تصدير مادة الغاز معقدة بعض الشيء حيث انها تحتاج لوحدات ( الفصل ) ضخمة .. و هي متوزعة في حوالي ثلاث مواقع مختلفة من ليبيا و عند اتمام فصل الغاز الطبيعي يتم تصدير جزء منه للخارج و الجزء الآخر يتم استخدامه للاستهلاك المحلي ( محطات توليد الكهرباء و كذلك غاز الطهي .. و عملية التصدير للغاز الطبيعي يتم عن طريق شركة “مليتة” بواسطة أنبوب الغاز الذي يمر عبر البحر من دولة ليبيا الى دولة ايطاليا.
اما ما يتم انتاجه من غاز طبيعي بواسطة شركة “سرت للنفط و الغاز “من المعلوم أنه مخصص بالكامل حتى تاريخه للاستهلاك المحلي .
ما هي الكمية التي تصدرها ليبيا من الغاز الطبيعي بصفة يومية ؟
فقط حوالي أقل من نصف الكمية التي يتم انتاجها يوميا” .. أي ما يتم تصديره في حدود750 مليون قدم مكعب من اجمالي الانتاج اليومي المذكور سابقا” الذي أعرفه بأن الكمية التي يتم تصديرها تمثل ما نسبته من ( 10% الى حوالي 12 % ) من استهلاك دولة ايطاليا للغاز الطبيعي .
هل احتياطي ليبيا من الغاز الطبيعي معلوم ؟ و كم يبلغ الانتاج اليومي ؟
يبلغ احتياطي ليبيا المؤكد من الغاز الطبيعي أكثر من ( 55 ) ترليون قدم مكعب .. و لكن للاسف الانتاج اليومي من الغاز الطبيعي هو حوالي فقط 2.2 مليار قدم مكعب .. ثلثي الانتاج اليومي من اجمالي الانتاج الليبي من الغاز ، تقوم به شركة “مليتة” و بكمية تفوق ال ( 1500 مليون قدم مكعب) والكمية المتبقية تنتج فيه شركة سرت للنفط والغاز .. في الوقت الذي يمكن فيه تطوير و تحسين هذا الإنتاج الى أضعاف مضاعفة ، شريطة توافر عدد من الظروف الفنية و الأخرى المصاحبة .
هل هناك بورصة شبيهه ببورصة النفط الخام لإتمام عملية البيع ؟ و كم يبلغ الدخل السنوي الليبي من بيع و تصدير الغاز ؟
بالنسبة لتحديد سعر الغاز عند التصدير ، أقول بأنه لا يوجد بورصة بالعالم خاصة بمادة الغاز و التسعيرة هي مرتبطة بوحدة الاحتراق في برميل النفط الخام الواحد .. بمعنى ان حوالي ال 750 مليون قدم مكعب تعادل تقريبا” .. سعر 130 الف برميل من النفط الخام .. و هنا يمكن احتساب التسعيرة للغاز كبرميل للنفط للخام الذي هو خاضع للبورصة العالمية يوميا” و الذي يعلن بشكل يكاد يكون لحظي .. و بالتالي يمكن احتساب الدخل السنوي من هذه المادة الناضبة أيضا” .. و الذي أقدره شخصيا” و هو أيضا” معلن بنشرات المؤسسة الوطنية للنفط الشهرية بحوالي 130 مليون دولار شهريا” .. تخصم منها حصة الشريك الأجنبي ( شركة أيني غاز ) و مصاريف إيجار النقل عبر الأنبوب الناقل لمادة الغاز .. و هذا يعني ، في تقديري بان عملية التصدير للغاز يصل تقريبا” حوالي أثنين مليار دولار سنويا .
و بالتأكيد سنجد بتقرير المؤسسة الوطنية للنفط الخبر اليقين.
لك المساحة باختتام اللقاء ؟
امل أن يكون الأخوة بالمؤسسة الوطنية للنفط مواكبين لتلبية احتياجات عدد من المؤسسات الإنتاجية من هذا المنتوج و تقديم مورد إضافي مطلوب و هو متاح لزيادة دخل الدولة .. و هذا يجعل المسؤولية كبيرة على الجهة المعنية بالبلاد لتنفيذ مشروع تطويري يشمل حفر ابار جديدة بمناطق محددة كان قد تم اختبارها في وقت سابق بالجنوب الغربي على الحدود الليبية الجزائرية و التي أظهرت انها ذات جدوى اقتصادية و على اعتبار ان الوضع الاقتصادي بالبلاد الحالي لا يسمح بانشاء وحدات تصنيع ضخمة نظرا لعدم توافر الميزانيات لاقامة هكذا مصانع .. أوصي باجراء عقود استثمار مع شركات عالمية مختصة في هذا الجانب ، شريطة أن تكون هذة العقود ذات مردود أيجابي على الدولة الليبية و بأن تحفظ بها سلطتها على مواردها و أن تكون ذات جدوى فنية و إقتصادية مثلى ..
كما انه من المهم جدا” أن يتم هكذا تعاقد استراتيجي بعد ان يتم توحيد المؤسسات بالبلاد و الانتهاء من حالات التشظي المؤسساتي و الأصطفاف القائم و بعد ان يتم الاستفتاء على الدستور و انتخاب جهة تشريعية و تنفيذية بالبلاد وفقا” لدستور معتمد و متفق عليه .. الى ذلك التاريخ أقدر بأنه سوف تستمر المؤسسة الوطنية للنفط في تغذية اغلب محطات الكهرباء في ليبيا والتي تعمل بالغاز الطبيعي المتاح حاليا” ..
حاورته مديرة موقع “شمس اليوم “فوزية الهوني
