فن و ثقافة

شارون ستون في مهرجان البحر الأحمر: الشهرة دمرت حياتي الشخصية وحرمتني من حضانة ابني

محمد قناوي – جدة

أكدت النجمة الأميريكية شارون ستون. إنّ فيلم الإثارة “Basic Instinct” “غريزة أساسية” للمخرج بول فيرهوفن، الذي شاركت في بطولته قبل 30 عاماً، كان له نتائج سلبية عليها، رغم ما حققته من شهرة واسعة تجاوزت العالمية آنذاك حيث أن البعض أعتقد وقتها أن شخصيتي الحقيقية تُشبه الشخصية التي جسدتها في الفيلم، وكأنني امرأة مبتذلة، وهذا كان أمراً مؤلماً بالنسبة لي، كما أنني فقدت حضانة طفلي، بعدما رأى القاضي أني أصنع أفلامًا جنسية فالشهرة  التي حققتها من وراء هذا الفيلم دمرت حياتي الشخصية، جاء ذلك، في الجلسة الحوارية التي أدارتها الإعلامية ريا أبي راشد، ضمن فاعليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مساء الجمعة، في مدينة جدة، استمرت لمدة ساعة تقريباً، حيث تحدثت عن حياتها المهنية كممثلة ومدافعة عن حقوق المرأة.

شارون ستون

بدأت حديثها بتحية الجمهور باللغة العربية وقالت “يعطيكم العافية”.. بدأت حياتي كعارضة ازياء ثم اتجهت للتمثيل؟ رغم انني في الحقيقة كنت أحب أن أكون مخرجة ولكن في ذلك الوقت عندما طلبت من شركات الإنتاج ميزانية لاخراج فيلم تم طردي خارج الغرفه وقالو لي”النساء لا تخرج افلام”، عندما كنت في الجامعة درست الفنون الجميلة والادب الانجليزي وكنت اعرف انني ان احقق الاستقلال المادي من العمل في هذه المجالات وبالفعل ابلغت والدي ولم يمانع اي منهم”.

وكشفت شارون ستون عن انقلاب حياتها راسا على عقب بعدما ذهبت لمهرجان كان السينمائي الدولي لاول مره عام 1990 وقالت: “ذهبت لكان أول مرة في كان واضعت كل حقائبي وظللت ارتدي ملابسي لأيام وحاولت اقنع المنتج ان يشتري لي فستان جديد للحفل ثم دخلت للمسرح الكبير بقصر المهرجانات وكنت شخص عادي ولكن خرجت منه نجمة “سوبر ستار”وحتى الفندق الذي كنت اقيم فيه تم نقل كل شيء يخصني حتى ملابسي الداخليه لمكان اخر وكانت لدي سياره صغيره اضطررت للهروب بها من الابواب الخلفية بسبب تزاحم الجمهور والمعجبين”.

واضافت: كان الوضع غريب واستمر لمدة اشهر وبدات اذهب لطبيب نفسي لاني اصبح لدى فوبيا وسالتني الطبيبة هل انت الممثله التي توضع صورها في الطرقات قلت لها نعم انا ، نظرت الي وسألتني هل امتلك سيارة وسائق وحرس خاص واجبتها لا فكان ردها ان هذه الجلسة مجانية وان ما يحدث طبيعي لاني غير معتاده على حياة الشهرة ونصحتني ان حياتي الان متغيره وان هناك اساسيات للحياة الجديدة وهي سائق خاص وسيارة وحرس شخصي،حتى” مارلين مونرو “لم تكن معتادة على هذه الحياه ولم تبدأ كذلك والغريب ان الناس دائما ما تتخيل حياتك وانت تحاول ان تتخيل حياتك ايضا ولكن هذه الحياة كانت مكلفه جدا بالنسبه لي

واضافت : بعد ذلك اصبحت الحياة اكثر قسوة عندما خسرت حضانة ابني لان المحكمة قالت انني اقدم افلام اباحية ولانني كسرت الحواجز والقوالب التي يحبسون المراه فيها ولان المجتمع ذكوري في الاساس. لذلك تم معاقبتي بشدة عند الطلاق وحتى حقوقي كانسانة تم محاربتي حتى لا احصل عليها وتم تدمير حياتي الشخصية وحقوقي وحكم الجمهور على كانسانه من خلال الشخصيات التي اقدمها في الافلام وعرفت انني لم استمتع بما حدث لي ابدا وعندما ذهبت للجولدن جلوب ام تجاهلي من الوسط السينمائي”.

شارون ستون

وأشارت ستون، التي أصيبت بسكتة دماغية خطيرة في عام 2001، إلى ارتباطها الشديد بعالم الروحانيات، قائلة إن: وجود فرصة بنسبة 1٪ للبقاء على قيد الحياة ربطني بهذا العالم الروحي، خاصة عندما أمارس هواية الرسم، فأنا أسمع هذه الروح وأحدثها، وقد يقول البعض عني أنني شخص مجنون، لكن لا يهم”. 

وقالت إن  ابنها كان يرغب في الالتحاق بكلية الطب منذ صغره، والتخصص في جراحة القلب، مبرراً ذلك بقوله لها: “عندما تموت الدماغ، وإذا استمر القلب ينبض، فكل الأعضاء الأخرى يمكن أن يكون لها قيمة لشخص آخر”. 

ولفتت الممثلة الأميركية إلى الدراسات الحديثة التي تشير إلى أن القلب يمتلك خلايا تفكير، وهو جهاز تأطير مؤثر، حيث إن عائلتها قررت التبرع بأعضاء ابن أخيها ، الذي توفي قبل 6 أيام من عيد ميلاده الأول.

وأضافت “اقترحت على عائلتي أن نتخلى عن أعضائه، وبالفعل تبرعنا بكليتيه وقلبه ورئتيه، وأنقذنا حياة 4 أشخاص آخرين، وهذا يجعلني أشعر بالبركة والتجدد والارتياح، وكأن ابن أخي لم يرحل”.

وتطرقت شارون ستون، خلال الجلسة إلى حقوق المرأة وتمكينها في المجتمع، قائلة إن: “الله لم يخلق المرأة لتكون في خدمة الرجل فقط، إذ أن النساء لا يخلقن لذلك فقط، فالرجال هنا أيضًا لخدمة النساء، وأرى أننا نخالف الله حال عدم تطبيق هذه المعادلة.. نحن هنا لنخدم المجتمع والإنسانية”

وأبدت رفضها التام لتعامل المرأة بنوع من القسوة وعدم الاحترام، متابعة “يجب أن نتعامل بحب شديد، ونقدر نعمة الحياة بشكلٍ عام”

وتابعت “عشت وعملت في العديد من البلدان حول العالم، ورأيت أفضل ما في الحياة وأسوأ ما فيها، حتى في أسوأ مناطق الحروب، رأيت أفضل ما في الحياة، وهذا يأتي عندما لا نخشى أن نكون أفضل وأطيب من أنفسنا”.

وكشفت عن تجربتها كمتحدثة باسم المؤسسة الخيرية “أمفار” لمكافحة الإيدز، ومدى تأثيره على حياتها المهنية، حيث وقع الاختيار عليها لتحل محل إليزابيث تايلور كمضيفة لإحدى حفلات الجمعية الخيرية، قائلة: “كنت أعتقد أن الإيدز سينتهي في غضون 3 سنوات، ولم يكن لدى فكرة عن المقاومة، والقسوة، والكراهية والقمع الذي سنواجهه”.

شارون ستون

قالت عن عملها الخيري مع “أمفار”: “لقد دمر هذا حقًا حياتي المهنية، ولم أعمل لمدة 8 سنوات، ولم يكن لدي عمل واحد، وكنت أُهدد من وقت لآخر بوقف التمويل،  فتعرضت حياتي للتهديد مرارًا وتكرارًا، وكلما حدث ذلك  كلما اعتقدت أنني بحاجة إلى التمسك بها”

وعن عودتها للرسم والفن الذي تتقنه ببراعه قالت شارون ستون: “كنت ارسم اثناء الدراسة وعاودت الرسم في فتره كورونا وهو امر رائع لي حتى يستطيع اطفالي رؤيتي وانا ارسم، ولكن الوصول ارسم عمل اصلي يحتاج لوقت خيالي وانا اؤمن انني موهوبة واسعى لتحقيقي ذلك

بسؤالها عن سر بعاد عائلتها عن السوشيال ميديا قالت: “اعتقد ان اولادي لا يمكنهم تحمل هذا الضغط وانا احب ان يبتعدو عن الفن والشهرة ومشكلاتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى