الأخبارتونس

السعودية في مرمى المغالطات الفارسية

هناك مسلمتان يجدر التذكير بهما في البدء. المسلمة الأولى تتمثل في أن السعودية ليست مجتمعا جامدا و يكاد يكون بلا حياة بل أن المجتمع السعودي هو مجتمع متحرك و متفاعل مع المستجدات و من الطبيعي أن تكون له تناقضاته و أن يختلف أفراده في التقييم و النظر للأشياء و هو ما يمثل في كل الحالات علامة صحية.

و المسلمة الثانية أنه لا يمكن النظر للوضع السعودي خارج السياق الدولي و الإقليمي لأن المملكة العربية السعودية لاعب هام في هذا المستوى و لا يمكن في هذا السياق تجاهل ما تقوم به إيران منذ عقود من عمليات إرباك متعمد للدور السعودي و من رفض لكل إمكانية تقارب مع الرياض رغم أن خدمة الإسلام التي تدعي إيران أنها تقوم بها تفرض ذلك و رغم ان السعودية ترفعت مرارا عن التآمر الإيراني و تعاملت مع طهران بمنطق اليد الممدودة و القلب المفتوح علاوة على أنها أحبطت على أرض الواقع كل المؤامرات الإيرانية.

و يبدو ان الفشل الإيراني في الإساءة للمملكة العربية السعودية جعل حكام طهران يعودون إلى الأصل الفارسي الذي ظل حاضرا ليشعلوا نار الفتنة و الأكاذيب. و بما ان حبل الكذب قصير فإن الأيام الفارطة كشفت الافتراء الذي يستهدف المملكة في مناسبتين على الأقل.

المناسبة الأولى كانت لما نشر البعض خبرا كاذبا مفاده أن باحثا سعوديا نشر مقالا في مجلة تصدر في الكيان الصهيوني ضمنها استهدافا صريحا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم اتهمه فيه باستعمال العنف ضد اليهود و بافتراءات لا يقبلها عاقل. المواقع التي نشرت خبرا كاذبا عن هذا المقال المزعوم عجزت عن إرفاق ما كتبت بصورة منه و خاصة عن ذكر إسم كاتب المقال و هي سابقة بل

و ” معجزة” إذ لم يسبق ان نشر مقال لا يحمل إمضاء و لو كان اسما مستعارا. و اما الواقعة الثانية فتتمثل في إقرار البرلمانية البريطانية من أصل فلسطيني ليلى موران بتلقيها أموالا لمهاجمة السعودية في إطار عملها البرلماني و هذا الإعتراف يكشف بشكل واضح ان السعودية تتعرض إلى حملة ممنهجة و منظمة من أجل الحد من دورها و التأثير معنويا على شعبها و على الشعوب العربية و الإسلامية التي تنظر دائما للمملكة العربية السعودية بوصفها دولة لها مكانتها في وجدانها و بوصفها دولة تسعى للتفاعل الإيجابي مع الرهانات الجديدة في العالم…و هذا موضوع آخر سنعود له لاحقا

شاكر الشرفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى