أخبار العالم العربي

مرصد الختم يصور مركبة فضائية من سماء الإمارات

 

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

أوضح ذلك المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
نجح مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي في تصوير المركبة الفضائية المسماة (ESCAPADE) وذلك بعد ساعات من انفصال المركبة عن الصاروخ الذي أقلها من الأرض، حيث قام مرصد الختم بتحديد موقعها في السماء والتقاط عدة صور للمكان المتوقع، ويعتبر هذا النوع من الأرصاد صعبا بالنسبة للمراصد العادية نظرا لسرعة المركبة العالية ولخفوتها أيضا، فكانت تلمع حينها من القدر 18 وتسير بسرعة مقدارها 3 دقائق قوسية في الدقيقة الواحدة، أي أنها تسير مسافة في السماء تساوي قطر القمر في زمن مقداره 10 دقائق فقط، وهذا يجبر الراصدين على تقليل زمن التصوير حتى لا تظهر المركبة على شكل خط بدلا من نقطة، وهذا كله يجعل المركبة غير مرئية أثناء رصدها وتصويرها، وبعد الانتهاء من عملية التصوير يتم تكديس مجموعة من الصور حتى تظهر المركبة بعد ذلك.

وقام المرصد بتحديد موقع المركبة في السماء في ثلاثة أماكن مختلفة خلال فنره زمنية مقدارها عشرين دقيقة، حيث بدأ الرصد صباح يوم الجمعة في الساعة 04:55 فجرا إلى الساعة 05:14 بتوقيت الإمارات. وهذا ما يسمى علميا بالقياسات الفلكية، وتم إرسال هذه النتائج إلى مركز الكويكبات الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي، إضافة إلى إرساله إلى أحد العلماء في الولايات المتحدة المهتم بتحديد مدار الأجرام السماوية بناء على القياسات الفلكية. وعلى الرغم من أنه لا توجد معلومات إضافية تقدمها الأرصاد التي أجريت، إلا أن العديد من المراصد الفلكية وخبراء الحسابات الفلكية يعتبرون مثل هذه الأحداث بمثابة تمرين مهم يظهر مدى جاهزية كل مرصد للتعامل مع ظواهر مماثلة عندما يكون لمثل هذا النوع من الأرصاد الفلكية أهمية بالغة، فمسار المركبة الحالي معروف ومعلن، إلا أن هناك العديد من الدول لا تفصح عن مسار صواريخها الفضائية ولا مركباتها، وهذا يشكل خطرا لا يستهان به، فقد تشكل هذه الأجزاء الفضائية خطرا على أقمار صناعية أخرى في حالة الاصطدام بها نظرا لعدم معرفة موقعها، ولذلك توجد فرق متخصصة في العديد من وكالات الفضاء في الدول المتقدمة لمتابعة أي جرم في الفضاء، سواء لأغراض عسكرية أو لأهداف الأمن والسلامة.

كما أن هذا النوع من الرصد يحاكي تماما تصرف الكويكبات التي يتم اكتشافها بشكل مفاجئ وقد تكون متجهة نحو الأرض، وقد حدث هذا فعلا خلال السنة الماضية عدة مرات، وفي إحداها تمكن مرصد الختم الفلكي من تصوير أحد الكويكبات بعد اكتشافه بسويعات وقبل اصطدامه بحوالي ساعة ونصف بالأرض في منطقة الفلبين.

وتسمى هذه المركبة باسم (ESCAPADE)، وذلك اختصارا (Escape and Plasma Acceleration and Dynamics Explorers)، والذي يعني “مستكشفات الانفلات وتسارع البلازما والديناميكيات”، وهي في الحقيقة عبارة عن مركبتين فضائيتين توأم تم إطلاقهما يوم الخميس 13 نوفمبر 2025 الساعة 20:45 بالتوقيت العالمي من قاعدة “كيب كانافيرال” في الولايات المتحدة، وذلك بواسطة صاروخ نيو غلين (New Glenn) التابع لشركة بلو أوريجن (Blue Origin) ، وتسمى الأولى بالذهبية والثانية بالزرقاء.

الصورة المرفقة هي نتيجة الرصد التي قام به مرصد الختم الفلكي، وتظهر المركبة الذهبية داخل الدائرة الذهبية والمركبة الزرقاء داخل الدائرة الزرقاء، وهي تبدو على هيئة نقطة صغيرة، في حين أن النجوم من حولها تبدو على هيئة نقاط متتالية، وذلك بسبب حركة المركبة الفضائية بالنسبة للنجوم.

تُعد هذه المهمة منخفضة التكلفة (أقل من 80 مليون دولار) بقيادة مختبر علوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا، وبالتعاون مع “روكيت لابز”، و”ناسا”، و “أدفانسد سبيس”، وجامعة “إمبري ريدل” و “بلو أوريجن”، وفي هذه المرحلة فإن المركبة متجهة إلى نقطة ( L2) بين الأرض والشمس وستبقى هناك لمدة عام لجمع بيانات حول طقس الفضاء. وفي نوفمبر 2026، سيتم تشغيل محرك المركبة لإدخالها في مسار نحو كوكب المريخ، بهدف دراسة طقس الفضاء والتقلبات الأيونوسفيرية في الغلاف الأيوني للمريخ.

وبعد حوالي ستة أشهر للوصول إلى المريخ، ستبدأ الحملة العلمية الأولى، حيث ستسير المركبتان في المدار نفسه، ولكن على مسافات مختلفة من بعضهما البعض، وبعد ستة أشهر أخرى، سيتم رفع أبعد نقطة في مدار المركبة الذهبية إلى 10,000 كم، بينما يتم خفض أبعد نقطة في مدار المركبة الزرقاء إلى 7,000 كم. ستستمر هذه الحملة لمدة خمسة أشهر أخرى حتى نهاية المهمة العلمية، أي بعد أقل من ثلاث سنوات من الإطلاق.

وتتلخص الأهداف العلمية للمهمة بما يلي:
– فهم العمليات التي تتحكم في بنية الغلاف المغناطيسي الهجين للمريخ وكيف يوجّه تدفق الأيونات.
– فهم كيفية نقل الطاقة والزخم من الرياح الشمسية عبر الغلاف المغناطيسي للمريخ.
– فهم العمليات التي تتحكم في تدفق الطاقة والمادة من وإلى الغلاف الجوي التصادمي للمريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى