كيف عرت انتخابات العراق باقي الدول العربية ؟ هكذا استعاد المواطن العراقي ثقته في السياسة ببلاده
بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم
ازيد من واحد و عشرين مليون ناخب عراقي توجهوا لصناديق الاقتراع من المشاركة في الانتخابات الاخيرة التي تشهدها بلاد الرافدين ، وهذا العدد يمثل ازيد من 56 بالمائة و يتجاوز بكثير نسبة 41٪ التي شهدتها انتخابات 2021 .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاح الاستحقاقات وزيادة ثقة الشعب العراقي في السياسة والسياسيين ببلادهم ، وانهم لمسوا بالفعل تغييرا في تدبير الشأن العام خلال السنوات الاخيرة .
انتخابات العراق كانت درسا لغالبية الدول العربية التي نفر شعوبها من السياسة وما يأتي منها ، وفقدوا الأمل في سياسييهم الذين خذلوهم غير ما مرة .
هذا ليس كلاما تسويقيا بهدف الترويج لهذا البلد ولانتخاباته ، إنما هو شهادة من كبريات قنوات العالم والتي حضر ممثلوها لهذا العرس الانتخابي بامتياز ، ووثقوا بالصوت والصورة الشفافية والنزاهة التي ميزت استحقاقات العراق .
جدير بالذكر ان هذه الاستحقاقات البرلمانية تعتبر السادسة من نوعها منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وتأتي لاختيار 329 نائبا في البرلمان الجديد .
وسبق ان نقلت وكالة رويترز عن مصدرين من مفوضية الانتخابات، أن ائتلاف الإعمار والتنمية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يتصدر النتائج .
وقد جاء في بيان لرئاسة الحكومة إن “الحكومة أوفت بأحد أبرز التزاماتها الواردة في برنامجها التنفيذي، فضلاً عن التزامها بالتوقيتات الدستورية والاستحقاقات الواجبة لضمان التداول السلمي للسلطة” .
كما اشاد البيان المذكور بمشاركة العراقيين في عملية الاقتراع التي قال إنها تجسّد “إرادتهم الدستورية الحرة”.
وبالنظر لمكانةالعراق والدور المؤثر الذي تلعبه في معادلات الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط .
هذا ، و قد حظيت الانتخابات الاخيرة باهتمام خاص لوسائل الإعلام الدولية ، وبهذا الصدد ، جاء في تقرير مونت كارلو الدولية إنها “نقطة مفصلية” في تاريخ العراق . كما نشرت نيوريوك تايمز تقريراً موسعاً بعنوان “الانتخابات العراقية.. هنا كل ما يجب علينا معرفتة”.
ومن بين اهم ما ميز الانتخابات البرلمانية العراقية استغلالها للتكنلوجيا الحديثة ، حيث تحدث “ضابط روبوت” في جهاز الأمن العراقي عن دوره في تأمين الانتخابات البرلمانية عبر تحليل المعلومات الاستخبارية فوريا بهدف التأكد من التعامل مع أي تهديد أو خرق أمني بسرعة وكفاءة ، وفق ما اوردت وكالة روسيا اليوم .
وسبق لجهاز الأمن الوطني العراقي أن اعلن عن الاستعانة ب “ضابط روبوت” أطلق عليه اسم “حسن” بعد إدخاله في الخدمة حديثا وساهم بتأمين عملية الانتخابات البرلمانية، التي جرت أمس، وباستخدام التقنيات الحديثة .
وبهذا ، تكون العراق قد اعطت درسا قويا للكثير من الدول العربية ، وعرت بعضها واحرجتها امام شعوبها ، كما خيبت آمال جهات كثيرة كانت تتمنى تأجيل هذه الاستحقاقات أو على الأقل حصولها على نسبة مشاركة متدنية، حتى تشكك بقدرة العراق المقاوم على إنجاز هذا العرس الديمقراطي .
إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ، وقد النتيجة ضد أمالهم تماماً، بعدما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة تجاوزت 56.11% من مجموع 21 مليون ناخب، وهو ما اعتبره المتتبعون مؤشراً إيجابياً بعدما كانت النسبة 44٪ 41 ٪ في انتخابات 2018 و2021 .










