أخبار العالم العربي

الحساويات”.. توثيق الذاكرة الشفوية للأحساء د. عبدالله البطيّان يطلق الجزء الرابع من سلسلة “الثقافة الشعبية غير المادية بالأحساء”

 

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

شهدت محافظة الأحساء مساء الأربعاء 5 نوفمبر 2025م، انطلاق فعالية ثقافية نوعية بعنوان “قصص الحساويات”، وهي الجزء الرابع من سلسلة الثقافة الشعبية غير المادية بالأحساء التي يشرف عليها ويؤلفها الوكيل الأدبي الدكتور عبدالله عيسى البطيان، ضمن مشروع توثيقي وطني يهدف إلى حفظ الذاكرة اللغوية والشفوية للمجتمع الأحسائي.

وأقيمت الفعالية بتنظيم من نادي النورس الثقافي بالتعاون مع مساحة الشايب للاستشارات الهندسية في مقر المكتب الهندسي بمدينة الهفوف، وسط حضور نخبة من الأدباء والإعلاميين والمهتمين بالتراث المحلي.

“قصص الحساويات”.. تكريم للمرأة الأحسائية وخزان الذاكرة الشعبية

يتناول الإصدار الجديد محورًا فريدًا لحفظ التعابير الشفوية الأحسائية منذ السبعينات وحتى اليوم، حيث يوثّق التعابير والمفردات الشعبية التي تناقلتها النساء الأحسائيات عبر الأجيال، بوصفهن الحاملات الرئيسيات للغة البيت واللهجة المحلية.

وأوضح الدكتور البطيان أن هذا الإصدار يمثل “تكريمًا مستحقًا للمرأة الأحسائية التي حفظت تفاصيل الحياة اليومية، ونقلت للأجيال القادمة لغة الأمثال والأهازيج والحكايات والمفردات التي شكلت وجدان الأحساء وهويتها الثقافية”.

وأكد أن “الحساويات” كنّ بمثابة الخزان الأمين للذاكرة الشفوية، بما حملنه من موروث لغوي حي وثري يعكس تنوع بيئات الأحساء من مدن وقرى وبادية.

وأشار البطيان إلى أن مشروع توثيق “قصص الحساويات” يندرج ضمن التزام المملكة العربية السعودية بتوصيات اليونسكو لعام 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، ويتقاطع بشكل مباشر مع ملف واحة الأحساء المسجل في قائمة التراث العالمي.

وأوضح أن العمل يسهم في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
1. حفظ أشكال التعبير الشفهي المتمثلة في الأمثال والتعابير والمفردات المحلية.
2. الاعتراف بحاملي التراث والممارسين، وفي مقدمتهم النساء الأحسائيات وكبار السن.
3. التوثيق والجرد العلمي كأداة أساسية لحماية التراث اللغوي من الاندثار.

 

وأضاف: “إن هذا المشروع لا يوثق فقط كلمات وألفاظ، بل يرسم خريطة لغوية واجتماعية حية للأحساء، تربط بين الإنسان وبيئته الزراعية والتاريخية، في واحة صنفتها اليونسكو كـ منظر ثقافي آخذ بالتغير، يجمع بين المادي واللامادي”.

وأكد أن هذا العمل يأتي متناغمًا مع رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا خاصًا بالتراث الوطني، عبر تعزيز الهوية السعودية وصون الموروث الشعبي وتفعيله في التنمية الثقافية والسياحية.

وأشار ختامًا إلى أن السلسلة أصبحت منصة بحثية توثيقية متكاملة، وليست مجرد مؤلفات، تسهم في حفظ ذاكرة المجتمع الأحسائي وإيصالها للأجيال القادمة.

وفي ختام الأمسية، عبر الحضور عن تقديرهم الكبير لجهود الدكتور عبدالله البطيان، مؤكدين أن سلسلة “الثقافة الشعبية غير المادية بالأحساء” تمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي السعودي.

وجاء البطيّان في الكلمة الختامية:

“إن هذه السلسلة المباركة ليست مجرد كتبٍ تحفظ الذاكرة، بل هي مرآة نرى فيها ذواتنا ونستعيد من خلالها لغة أجدادنا وأمهاتنا”.

شكراً للدكتور عبدالله البطيان على عطائه المتجدد، وشكراً لكل من أسهم في حفظ ذاكرة الأحساء وهويتها الأصيل

عن السلسلة:

تضم سلسلة “الثقافة الشعبية غير المادية بالأحساء” أربعة أجزاء حتى الآن:
1. أحازيها
2. ألعب وأنا صغير وكبرت
3. الباعة المتجولون
4. قصص الحساويات

وتهدف السلسلة إلى توثيق الممارسات والعادات والأمثال والتعابير الشعبية في الأحساء، كجزء من التراث الوطني السعودي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى