مصر تحتفل باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي وتحتفي بـ”الموسيقى والغناء” وتسجيل “السمسمية” في اليونسكو

محمد قناوي
تحت رعاية د.أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، انطلقت صباح اليوم فعاليات الاحتفال بـ اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، تحت شعار “التراث الحي.. قصة إنسان وصمود”، والذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، وقطاع صندوق التنمية الثقافية، والمركز القومي للسينما، وعدد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية.
وجاءت الاحتفالية لتؤكد على الدور المحوري للفنون الأدائية، وخاصة الموسيقى والغناء، كرافد أساسي للهوية الوطنية، تزامنًا مع إعلان وزير الثقافة تسجيل موسيقى السمسمية رسميًا ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو.
وخلال كلمته، أكد الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن الاحتفاء باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي “ليس مجرد وقفة رمزية، بل هو تجديد للعهد مع هويتنا الثقافية”، مشددًا على أن التراث غير المادي يمثل “رافدًا ثريًّا للإبداع الإنساني”.
وأشار العزازي إلى أن المجلس الأعلى للثقافة يولي اهتمامًا بالغًا بصون التراث عبر برامجه المتنوعة ولجانه المتخصصة، التي تعمل على توثيق عناصر التراث الشعبي ونقلها إلى الأجيال الجديدة بأساليب معاصرة، مؤكدًا التزام المجلس بمواصلة الشراكة مع المؤسسات الوطنية والدولية، وفي مقدمتها اليونسكو، لضمان استمرارية هذا التراث كـ”جسر للحوار والتفاهم بين الشعوب”.
من جانبها، أوضحت الدكتورة نوريا سانز، مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو في مصر والسودان، أن الموسيقى والغناء يمثلان “أعمق أشكال التعبير عن الهوية والانتماء”، مؤكدة أن التراث “ليس فقط ذاكرة الماضي، بل هو أداة لبناء المستقبل من خلال الإبداع”.
وأضافت سانز أن التراث الموسيقي المصري والسوداني يعكس تنوع البيئات والثقافات، من أغاني الصيادين على النيل والبحر الأحمر إلى ألحان المجتمعات النوبية، مشيرة إلى أن “التراث لا يعيش في المتاحف، بل في الناس أنفسهم، في أصواتهم وحركاتهم واحتفالاتهم”.
وخلال الجلسة الافتتاحية التي قدمتها الدكتورة نهلة إمام، أستاذة الفنون الشعبية ومستشار وزير الثقافة لشؤون التراث، أشار الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية، إلى أن هذا اللقاء يمثل استكمالًا لحالة الزخم الثقافي التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة، مؤكدًا ريادة مصر في مجال الموسيقى والغناء على مر العصور.
كما تناول المعماري حمدي السطوحي شعار الاحتفالية “التراث الحي قصة إنسان وصمود ومعارف نتوارثها جيلًا بعد جيل”، متسائلًا: “كيف يكون التراث حيًا؟”، موضحًا أن الحيوية تكمن في الممارسة المستمرة لا في استدعائه فقط كما هو.
ودعا السطوحي إلى دراسة إمكانية وضع اتفاقية جديدة تدمج بين اتفاقيتي التراث المادي (1972) والتراث غير المادي (2003)، مؤكدًا أن الفصل بينهما “يشبه فصل الروح عن الجسد”، قائلاً: “ويحدث ذلك فقط في حالة واحدة… حالة الموت!”.
وقد شهدت فعاليات الافتتاح افتتاح معرض للحرف التقليدية ومعرض للصور الفوتوغرافية بمشاركة كليات الفنون وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب عروض موسيقية حيّة لفرقة السمسمية التابعة لمكتبة مصر العامة بالإسماعيلية، في تجسيد عملي لمفهوم “التراث الحي” الذي ركزت عليه الفعالية.
ويشارك في الملتقى عدد من الباحثين والمتخصصين والفنانين من مختلف المحافظات، في خطوة تؤكد على تعاون المؤسسات الثقافية والأكاديمية لصون الإرث الحضاري المصري، وإبراز دوره في تعزيز الانتماء والهوية الثقافية للأمة










