أخبار العالم العربيالأخبارالرئيسيةمقالات

صادراته تستهدف سبعين دولة . الوصفة السحرية التي اعتمدها المغرب وتفوق بها على دول رائدة في صناعة السيارات 

 

بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم

 

في الوقت الذي تتراجع صناعة إسبانيا من السيارات ، يتقوى هذا التوع من الصناعة يوما عن يوم بجارتها الجنوبية المغرب ، ولم يتفوق الاخير على إسبانيا فقط ، إنما تفوق كذلك على كل من بولندا وإيطاليا و رومانيا .

وبسبب هذا التفوق المغربي ، تسود حالة من القلق بين المسؤولين الإسبان ، خاصة وأن بلادهم باتت تبيع اربع سيارات مغربية الصنع كل ساعة ، وتحديدا سيارة داسبا سانديرو .

وقد صدر المغرب خلال التسعة أشهر الاولى من العام الحالي لإسبانيا وحدها ما يقرب من ثلاثين ألف سيارة ، بل وتلقى إقبالا منقطع النظير من المواطن الإسباني ، وهو ما أثار حفيظة المسؤولين بإسبانيا .

هذا ، و تشهد إسبانيا تراجعًا مستمرًا بقطاع السيارات، وقد نزل ترتيبها من الرتبة الثامنة إلى التاسعة عالميًا في 2024 . حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 3٪ مقارنة بعام 2023. وبحلول نهاية غشت الماضي ،، بلغ الإنتاج الإسباني 1.47 مليون وحدة بانخفاض 7٪،

فيما انخفضت مبيعات سيارات الركاب بأكثر من 11.5٪.

وازدادت المخاوف الأوروبية بعدما تم الإعلان عن نقل إنتاج سيارة سيتروين C4 من مدريد إلى القنيطرة بحلول العام 2029،

وهو ما يؤكد المنافسة المباشرة التي يفرضها المغرب على الصناعة الإسبانية خاصة والأوروبية على وجه العموم .

وجاء في جريدة Eldebate الإسبانية أن المغرب يشهد نهضة صناعية غير مسبوقة، مدفوعة بميزة اليد العاملة التنافسية .

ويذكر ان العامل المغربي يتقاضى 600 اورو شهريا ، فضلا عن تزايد الاعتماد على الطاقات المتجددة، إلى جانب إصلاحات قانونية وبيئية ، حيث تجاوز الإنتاج 700 ألف سيارة خلال 2025، على أن يصل إلى مليون وحدة سنوياً بحلول 2027، مع استثمارات كبيرة لشركتي “رونو” و”ستيلانتيس” في مصانع طنجة والقنيطرة

،وكل هذا جعل المغرب الوجهة الأولى لصناعة السيارات في إفريقيا. وأصبحت المملكة وجهة مفضلة للشركات الأوروبية الباحثة عن خفض التكاليف وتحسين الإنتاجية.

ومع استمرار الدعم الحكومي للطاقات المتجددة وتبسيط إجراءات الاستثمار، تبرز المملكة اليوم كقوة صاعدة في المشهد الصناعي العالمي، تعيد رسم موازين الصناعة بين ضفتي المتوسط.

وتجدر الإشارة إلى ان المغرب تحول لقطب صناعي متكامل، يجمع بين اليد العاملة المؤهلة بتكلفة منخفضة، والبنية التحتية الحديثة، فضلا عن اعتماده على الطاقات النظيفة .

وبذلك صار أحد أبرز الفاعلين الاقتصاديين في المنطقة، ووجهة مفضلة للمستثمرين العالميين الباحثين عن بيئة إنتاج تنافسية ومستقرة .

نجاح المغرب في هذا النوع من الصناعة بالذات كان ثمرة استثمارات كبرى لشركات عالمية مثل “رينو” و“ستيلانتيس”، التي جعلت من المغرب قاعدة إنتاج وتصدير نحو الأسواق الأوروبية والإفريقية على حد سواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى