أخبار العالم العربي

غزة في عهد جديد: صفقة ترامب بدعم مصري _ سعودي تفتح أبواب الأمل

يارا المصري
في لحظة تاريخية طال انتظارها، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض عن نجاح “صفقة غزة”، المبادرة السياسية التي تهدف إلى إنهاء الصراع في القطاع وإطلاق مرحلة جديدة من الإعمار والسلام في المنطقة، بدعم مباشر من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
الصفقة التي جاءت ثمرة أشهر من المفاوضات المكثفة بين واشنطن والقاهرة والرياض، تمثل نقطة تحول حقيقية في مسار الشرق الأوسط. فالدولتان العربيتان، السعودية ومصر، كان لهما الدور الحاسم في بلورة البنود وضمان التزامات الأطراف المختلفة. وقال ترامب في كلمته خلال حفل الإعلان:
“هذه الصفقة ما كانت لتتحقق لولا دعم إخوتنا في السعودية ومصر. لقد أظهروا شجاعة سياسية وحكمة قيادية، وساهموا في فتح طريق جديد نحو الاستقرار في المنطقة.”
من داخل غزة، بدت ملامح الأمل ترتسم على وجوه الناس بعد سنوات من الحصار والمعاناة. يقول أبو يوسف السوسي، أحد وجهاء مخيم الشاطئ: “نشكر الرئيس ترامب لأنه فتح لنا بابًا جديدًا للحياة، لكننا أيضًا لا ننسى فضل السعودية ومصر اللتين وقفتا معنا حين أُغلقت كل الأبواب.”
في القاهرة، وصف مسؤول مصري رفيع الصفقة بأنها “انتصار للدبلوماسية العربية الواقعية”، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال ترى في غزة قضية أمن قومي وإنساني. وأضاف: “منذ البداية كنا نؤمن أن الحل لن يأتي بالسلاح، بل بالحوار والتنمية. اليوم نرى ثمار هذا الإيمان.”
أما في الرياض، فقد رحّب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالاتفاق، مشددًا على أن “الاستقرار في غزة جزء من الاستقرار في المنطقة بأسرها، وأن المملكة ستظل تقف مع كل مشروع يخفف معاناة الفلسطينيين ويقودهم إلى مستقبل أفضل.”
الصفقة تتضمن خطة شاملة لإعادة إعمار البنية التحتية المدمّرة في القطاع، بإشراف دولي وتمويل عربي–دولي، حيث أعلنت السعودية ومصر التزامهما بتخصيص مليارات الدولارات لإعادة بناء شبكات الكهرباء والمياه والموانئ والمستشفيات والمدارس. ويقول مروان الدحدوح، صاحب ورشة بناء في غزة: “للمرة الأولى منذ سنوات نشعر أن هناك من يفكر فينا بصدق. دعم السعودية ومصر يعيد لنا الإيمان بأن العرب لم ينسوا غزة.”
من الجانب الأمريكي، أوضح ترامب في خطابه أن “الصفقة ليست مجرد اتفاق اقتصادي، بل خطوة نحو شرق أوسط جديد يسوده السلام والتعاون”. وأضاف:
“هذه المبادرة ليست أمريكية فقط، إنها مشروع إنساني شاركت فيه قوى عربية عظيمة — السعودية ومصر — اللتان أظهرتا قيادة استثنائية ورؤية للسلام.”
لكن الرسالة الأوضح كانت موجّهة إلى حماس، حيث حذّر ترامب من أي محاولة لعرقلة تنفيذ البنود قائلاً:
“إذا اختارت حماس طريق الرفض والعنف، فإنها لن تواجه الولايات المتحدة فقط، بل غضب المجتمع الدولي بأسره. أما إذا اختارت السلام، فستجد أبواب العالم مفتوحة أمامها.”
تدرك حماس اليوم أن أي تهاون في تطبيق الصفقة سيعرّضها لضغوط سياسية غير مسبوقة، خاصة أن القاهرة والرياض أبلغتا بوضوح أنه لا مجال بعد اليوم للمغامرات العسكرية أو توظيف غزة في حسابات حزبية.
في غزة، تصاعدت أصوات المواطنين المؤيدة للاتفاق. تقول ليلى خضر، أمّ لأربعة أطفال من خانيونس: “نريد أن نعيش، لا نريد صواريخ ولا شعارات. إذا كانت السعودية ومصر وترامب قادرين على إعادة الحياة لغزة، فنحن معهم.”
وفي الأسواق، عاد بعض التجار إلى فتح محالهم بعد سماع الأخبار الإيجابية. قال إبراهيم النجار، بائع من حي الزيتون: “هذه الصفقة أعادت الأمل إلى قلوبنا. كل الشكر لمصر التي كانت دوماً معنا، وللسعودية التي مدت يدها بسخاء.”
المحللون السياسيون يرون أن هذه الصفقة ليست فقط إنجازًا أمريكيًا، بل أيضًا انتصارًا للدور العربي العقلاني الذي تمثله السعودية ومصر. فقد أثبتت الدولتان أنهما قادرتان على التأثير في الأحداث الكبرى عبر الحوار والدبلوماسية الهادئة.
ويشير مراقبون إلى أن ترامب يسعى من خلال هذا الاتفاق إلى تحقيق هدفين كبيرين: تعزيز الاستقرار الإقليمي تمهيدًا للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، وترسيخ اسمه في التاريخ كزعيم عالمي يستحق جائزة نوبل للسلام.
قال ترامب في ختام كلمته التاريخية:
“السلام ليس حلمًا بعيدًا. بفضل شركائنا الحقيقيين في السعودية ومصر، وبفضل شجاعة شعوب المنطقة، يمكننا أن نحول الألم إلى أمل، والدمار إلى بناء.”
الصفقة، بهذا الشكل، ليست مجرد وثيقة سياسية، بل نقطة انطلاق لعصر جديد في غزة، تُعيد العرب إلى واجهة القيادة، وتُعيد لترامب صورته كصانع سلام دولي.
اليوم، يقف العالم أمام مشهد جديد: غزة على أعتاب الحياة، والسعودية ومصر في موقع الشركاء الحقيقيين في صناعة السلام. وإذا أحسنت حماس قراءة اللحظة، فربما تكون هذه الصفقة بداية خلاصها… أما إذا تجاهلتها، فستجد نفسها خارج التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى