أخبار العالم العربي

الرأي العام العالمي ينتصر لفلسطين: بداية تصحيح المسار نحو سلام حقيقي**

 

بقلم من ذهب – سعادة

لم تعد فلسطين قضية محصورة في الجغرافيا العربية أو الأجندة الإقليمية. لقد تحولت إلى ضمير عالمي حيّ، ينبض في الشوارع الأوروبية، والساحات الأميركية، والجامعات اللاتينية، وحتى في أوساط الرأي العام في دول كانت يومًا تُصنّف حليفة لإسرائيل. في كل هذه الأمكنة، يتردد النداء: الحرية لفلسطين، العدالة لغزة، وكفى صمتًا عن جرائم الاحتلال.

1. المشهد العالمي يتغير:
السنوات الأخيرة شهدت تصاعدًا غير مسبوق في تعاطف الشعوب مع القضية الفلسطينية، والسبب لم يكن فقط وحشية الاحتلال، بل تحرر الإعلام البديل، وتكاثر الشهادات الميدانية، وتوثيق الجرائم بالصوت والصورة. ما كانت إسرائيل تخفيه لعقود، أصبح الآن في جيب كل إنسان عبر هاتفه المحمول.

2. غزة… مرآة الضمير الإنساني:
غزة ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل تحولت إلى رمز عالمي للحرية. ومع كل عدوان جديد، يرتفع صوت العالم غضبًا. في لندن وباريس ونيويورك وكيب تاون وسيدني، خرجت الملايين تهتف “أوقفوا الحرب.. ارفعوا الحصار”. هذه المواقف لم تعد لحظات عاطفية بل باتت تشكّل ضغطًا حقيقيًا على صناع القرار.

3. فشل المشروع الإسرائيلي في كسب التعاطف:
الآلة الدعائية الإسرائيلية فقدت كثيرًا من تأثيرها. فالتكنولوجيا لم تعد حكراً على الأنظمة؛ باتت في يد الشعوب. وأصبح من السهل كشف التزييف، وإبراز التضليل الإعلامي، مما وضع “رواية الاحتلال” في مأزق دولي متصاعد.

4. الدبلوماسية الشعبية أقوى من السياسة الرسمية:
ما لم تفعله الحكومات، تفعله الشعوب. أساطيل كـ”أسطول الحرية” و”أسطول الصمود” التي انطلقت من كل بقاع العالم، لم تكن مدفوعة بحسابات جيوسياسية، بل بنبض إنساني حر. ورغم اعتراضها واحتجازها من الكيان، إلا أن رسالتها وصلت، وفضحت منطق الاحتلال أمام العالم.

5. ترامب وحلم نوبل للسلام… لعبة جديدة؟
بينما تتصاعد التحركات الشعبية، عاد الحديث عن دور محتمل للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الطامح لجائزة نوبل للسلام، ليطرح مبادرة جديدة “تُنقذ غزة وتفرض السلام”. قد تكون خطوة تكتيكية انتخابية، لكنها تعكس إدراكًا بأن القضية الفلسطينية باتت مفتاحًا لأي زعامة دولية حقيقية.

6. ما الذي يجب فعله؟
– تفعيل أدوات القانون الدولي لمحاسبة مجرمي الحرب.
– الضغط لرفع الحصار عن غزة فورًا.
– الاعتراف الفعلي بدولة فلسطين في المحافل الدولية.
– إشراك الشعوب والمنصات الإعلامية في دعم حقوق الفلسطينيين.

إن تحرير فلسطين لم يعد مجرد شعار. لقد صار واقعًا يتشكل عبر وعي عالمي جديد. والمسألة لم تعد فقط دفاعًا عن أرض، بل عن قيم إنسانية تُنتهك يوميًا. في ظل هذا التحول، لم يعد الاحتلال آمنًا من المحاسبة، ولم يعد الصوت الفلسطيني معزولًا. بل أصبح العالم كله منصة تقول: الحرية لفلسطين… وسلام لا يُبنى إلا بالعدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى