إقتصاد وطنيتونسمقالات

“تونس… كيف نبني؟ وماذا نشيّد؟ من أجل مصالحة شاملة لمستقبل أفضل”

 

في ظل التحديات الاقتصادية المتراكمة، تقف تونس اليوم عند مفترق طرق. الواقع صعب، لكن الأمل قائم. نحن بحاجة إلى مشروع وطني شامل يعيد رسم الأولويات ويركز على بناء الإنسان والاقتصاد معًا، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والمناكفات السياسية.

البناء يبدأ من الداخل
الاستثمار الحقيقي لا يكون فقط في البنية التحتية، بل في العقول والكفاءات. المطلوب هو تعزيز التعليم المهني، دعم المبادرات الشبابية، وتمكين الطاقات النسائية والريادية التي أثبتت قدرتها في الميدان.

الاقتصاد المحلي مفتاح التعافي
لا خلاص دون دعم حقيقي للاقتصاد المحلي: الفلاحة الذكية، الصناعات التحويلية، الاقتصاد الرقمي، والسياحة البديلة. نحتاج إلى خارطة اقتصادية تُبنى من الداخل، من المناطق المهمّشة التي يمكن أن تتحول إلى محرّك تنموي متى توفرت الإرادة السياسية.

المصالحة الشاملة… قاعدة البناء
المصالحة الوطنية ليست مجرّد تسوية سياسية، بل عقد اجتماعي جديد يقوم على العدالة، الاعتراف، والمشاركة المتوازنة في الثروة والقرار. لا يمكن لأي مشروع اقتصادي أن ينجح دون استقرار اجتماعي ونفسي.

شراكة وطنية واسعة من أجل الانطلاق
المرحلة القادمة تتطلب مشاركة فاعلة من المواطن، ورجال الاقتصاد، والخبراء، وأصحاب الكفاءات. الوطنية الحقيقية اليوم تُقاس بالقدرة على تقديم حلول واقعية، والعمل من أجل إنقاذ البلاد لا الاتكاء على الماضي. كذلك، فإن جذب الاستثمار الأجنبي يجب أن يتم وفق خطة قانونية تحفيزية ذكية، بروح تجمع لا تفرّق، واقتصاد يحتضن المبدع ويكرّم الإنسان من أينما أتى.

نحن بحاجة إلى مناخ من الثقة والتفاؤل، وجاهزية عالية لمراقبة عادلة وشفافة، تضمن الإنصاف وتحفّز الجدية. تونس تستحق الأفضل، وتستحق أن تكون وجهة دولية للاستثمار والإبداع.

الرسالة الأخيرة:
فلننشغل بما نبني لا بمن يَحكم، بما نُشيّد لا بما نَهدم. بلادنا تستحق أن نرفعها لا أن نُثقلها، وأن نكتب تاريخًا جديدًا بالأمل، لا بالانتظار.

*****أم السعد نصر

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى