الذاكرة البشرية
رقية عاطف
تعد الذاكرة البشرية واحدة من أعظم قدرات العقل البشري، فهي التي تمكّننا من التعلم، التذكّر، واتخاذ القرارات. لكن، هل فكرتِ يومًا كيف يحتفظ الدماغ بكل هذه المعلومات؟أي كيف يخزن العقل المعلومات؟
حيث تعد الذاكرة القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها عند الحاجة إليها، ولكنها لا تعمل كالصندوق الذي نخزن فيه كل شيء، بل تعتمد على تفاعلات كيميائية وفيزيائية معقدة داخل الدماغ.
ولهذه الذاكره أنواع متعددة:
منها الذاكرة الحسية: التي تحفظ المعلومات لثوانٍ فقط من الحواس مثل الرؤية والسمع.
ومنها أيضا الذاكرة قصيرة المدى (العاملة): وهي التي تحتفظ بكمية محدودة من المعلومات لفترة قصيرة، مثل حفظ رقم هاتف لحظيًا.
كما نجد ايضا الذاكرة طويلة المدى: وهي التي تخزن المعلومات لأسابيع، شهور أو حتى سنوات، مثل ذكريات الطفولة أو دروس المدرسة.
وهنا نعود لسؤالنا: كيف تُخزن تلك الذكريات داخل العقل؟
عندما نتعلم شيئًا جديدًا، يتم نقل المعلومات عبر الخلايا العصبية عن طريق إشارات فيزيائية وكيميائية. ومع التكرار والمراجعة، تصبح هذه الروابط أقوى وتُخزن في الذاكرة طويلة المدى.
ولكن لماذا ننسى أحيانًا؟
قد يحدث النسيان لأسباب مختلفة، منها:
– عدم تكرار المعلومة.
– التوتر والقلق.
– تشابه المعلومات مع بعضها.
– ضعف التركيز أثناء التعلم.
وهنا يأتي السؤال كيف نحسّن ذاكرتنا وهل ذلك ممكن أم أنه ضرب من المحال؟
يمكن لنا تحسين ذاكرتنا من خلال مجموعة من العوامل المهمه التي تتمثل في:
– النوم الجيد
– تناول الطعام الصحي
– المذاكرة بمراجعة وتكرار
– استخدام ألعاب تنميه الذاكرة والتركيز (بالنسبة للطلاب)
– تقليل التشتت أثناء التعلم
وانطلاقا من كون الذاكرة هي مفتاح التعلم والتطور. فكلما اعتنينا بصحتنا العقلية، ساعدنا عقلنا علي التذكّر بشكل أفضل. ولأن الذاكرة ليست مجرد آلة، بل نظام ذكي ومُعقّد، فمن الواجب أن نعرف كيف نحافظ عليه لكونه الهبة الإلهية التي ميز الله بها الانسان عن جميع خلقه.