مكتبة مدرسة دار الأرقم في غزة.. ذاكرة علمية أحرقتها آلة الحرب

في قلب غزة، كانت *مكتبة مدرسة دار الأرقم* منارات العلم المتقدمة التي خرّجت أجيالًا من الطلبة والباحثين، وكانت تعدّ من أكبر مكتبات المدارس في القطاع، إذ ضمّت آلاف الكتب الورقية والإلكترونية، إلى جانب مختبرات حاسوب ووسائل رقمية دعمت العملية التعليمية لعقود.
اليوم، هذه المكتبة تحوّلت إلى ركام بفعل القصف الإسرائيلي، ضمن استهداف ممنهج طال المدارس والبنية التعليمية في غزة.
يقول *الداعية والعالم الفلسطيني محمد زمارة* أثناء تفقده آثار الدمار:
*”نحن الآن في مدرسة دار الأرقم، المدرسة التي خرّجت الكثير من طلبة العلم. هذه المكتبة احتوت على آلاف الكتب في مختلف المجالات، وكانت قبلة للعلماء والطلاب. الاحتلال دمّرها عمداً، كما دمّر مكتبات الجامعات التي ضمت أكثر من مليون كتاب في الهندسة، والعلوم الشرعية، واللغات وغيرها.”*
ويتابع زمارة:
*”الاحتلال لا يستهدف البشر فقط، بل يسعى لتدمير ذاكرة الأمة، وقطع الجذور الفكرية والعلمية للأجيال القادمة. ما يحدث هو محاولة ممنهجة لصناعة جيل بلا علم، بلا وعي، لا يدرك قضيته ولا يهتم بمستقبله.”*
بحسب إحصاءات أولية من وزارة التربية والتعليم، *دُمّرت أكثر من 300 مدرسة كليًا أو جزئيًا* منذ بداية الحرب، معظمها كانت تحتوي على مكتبات تربوية تخدم آلاف الطلبة.
الاحتلال لم يكتفِ باستهداف الطلبة والمعلمين، بل قصف نازحين لجؤوا إلى المدارس، فهل سيهتم بمصير الكتب والمكتبات؟!
دار الأرقم كانت واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية الإسلامية في غزة، حاضنة للعلم والتربية، تحوّلت إلى أنقاض. لكن روح العلم باقية، والصوت الذي خرج منها سيبقى يردده الطلبة في كل خيمة ومدرسة مؤقتة:
*”لن نُهزم ما دام القلم في يدنا، والكتب في ذاكرتنا.”*