رحلة المخرجة السعودية هناء العمير من الصحافة إلى صناعة الأفلام السعودية

محمد قناوي
تحلّ المخرجة السعودية هناء العمير، مدير الإبداع الفني في استوديوهات MBC، ضيفة على بودكاست “فاصلة” على “الثقافية” و”شاهد”. ففي حوار مطول أجراه الناقد السينمائي أحمد العياد، تسلط العمير الضوء على محطات محورية في حياتها الشخصية والمهنية، وتستعرض أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتها كمخرجة وكاتبة، منذ بداياتها في الصحافة حتى تأسيس أسلوبها الإخراجي المميز. كما تتحدث عن تأثير البيئة التي نشأت فيها على وعيها الفني والثقافي، مشيرة إلى أن القراءة والكتابة شكّلتا جزءاً كبيراً من طفولتها، وأن علاقتها بالكلمة سبقت اكتشافها للسينما، التي منحتها لاحقاً مساحة أوسع للتعبير عن الذات.
وتكشف العمير عن أن التحول الحقيقي في تجربتها الفنية، بدأ خلال إقامتها في اسكتلندا، حيث تعرفت على السينما الأوروبية المستقلة، ما أعاد تشكيل رؤيتها الجمالية وذائقتها الفنية. وتروي تفاصيل دخولها مجال الإخراج، بدءاً من كتابتها لأول سيناريو سينمائي بعنوان “هدف” في العام 2008، بتشجيع من المخرج عبد الله العياف على خوض تجربة الإخراج بنفسها، في لحظة اعتبرتها نقطة تحول فارقة في مسارها المهني.
وتتناول العمير أيضاً تجاربها في إخراج أفلام وثائقية وروائية قصيرة، أبرزها “بعيدًا عن الكلام” و”شكوى”، وصولاً إلى فيلمها الروائي “أغنية البجعة”، الذي شكل تحدياً كبيراً لها على مستوى الفكرة والتنفيذ. كما تتحدث عن واقع السينما السعودية وتحدياتها، مشيرة إلى أن القطاع لا يزال في مرحلة التأسيس، وأن المرحلة الحالية تتطلب وعياً متزايداً في اختيار المواضيع وأسلوب تقديمها، خصوصاً في ظل الانفتاح الإنتاجي الذي تعيشه المملكة. وتؤكد على أهمية إيجاد توازن بين التعبير الذاتي وتفاعل الجمهور، في ظل تصاعد مكانة السينما السعودية محلياً وعالمياً.
يُذكر أن “فاصلة”، هو بودكاست مختص بصناعة السينما ويركز على تجارب المخرجين مع أفلامهم الأولى، وما يواجهونه من تحديات إنتاجية وسردية في بيئة تفتقر للبنية المؤسسية، وقد استضاف مجموعة من الضيوف وصناع السينما السعودية أمثال ابراهيم الحساوي، محمد السلمان، محمود صباغ وآخرين.