اقتصاد الـ Gig : مستقبل العمل بدأ الآن

في عصر التحول الرقمي والمرونة، برز اقتصاد الأعمال المستقلة أو Gig Economy كأحد أبرز الاتجاهات في سوق العمل العالمي، حيث تحوّل الملايين من الموظفين التقليديين إلى مستقلين يعملون وفق المهام والمشروعات القصيرة أو العمل الحر، مستفيدين من المنصات الرقمية التي تربطهم بالفرص بسرعة وكفاءة . ويُعد اقتصاد الـ Gig أو “اقتصاد المهام” أو “اقتصاد العمل الحر الجزئي”، فرصة مثالية لتعزيز التنوع المهني، وفتح المجال أمام فئات جديدة مثل الشباب، وذوي المهارات المتخصصة، وربات المنازل، لدخول سوق العمل دون التقيد بساعات دوام محددة أو مواقع جغرافية ثابتة. كما يمكّن هذا الاقتصاد الشركات من الوصول إلى كفاءات عالمية بأقل التكاليف وفي وقت قياسي . ومع تزايد الاعتماد على هذا النموذج، أصبح من الضروري أن تتبنى المؤسسات الحكومية أطراً تشريعية وتنظيمية تدعم العاملين في هذا القطاع، وتحمي حقوقهم، وتفتح أمامهم فرص التطوير المستدام. فاقتصاد الـ Gig ليس مجرد توجّه عابر، بل ركيزة من ركائز الاقتصاد الحديث، والذي يفرض إعادة التفكير في مفاهيم العمل والإنتاجية . ومع مواكبة التحول الرقمي، فإن دعم هذا الاقتصاد محلياً يمكن أن يسهم في خلق فرص عمل مرنة، وتحفيز الابتكار، وتعزيز الاقتصاد الوطني بطرق غير تقليدية ولكن فعّالة.