ملفات ساخنة على طاولة ترامب: الخليج بين التطبيع وإيران والتحديات النووية

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تعود ملفات حساسة إلى الواجهة، أبرزها علاقة واشنطن بدول مجلس التعاون الخليجي التي أصبحت أكثر وزناً على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصاً السعودية، قطر، والإمارات، بفعل أدوارها المتزايدة في ملفات استراتيجية بالغة الأهمية.
التطبيع السعودي الإسرائيلي: محور الضغوط الأمريكية
تأتي جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل على رأس أولويات إدارة ترامب الجديدة، التي شهدت ولايته السابقة توقيع اتفاقيات إبراهيمية شملت الإمارات والبحرين عام 2020، لكن ملف التطبيع مع السعودية كان يُطبخ ببطء خلال ولاية بايدن، إلا أن الحرب بين إسرائيل وحماس وتأخر حل الدولتين أبطأ المباحثات التي كانت جارية بوساطة أمريكية.
كما ربطت ربطت التطبيع بعدة شروط، أبرزها إبرام اتفاقية دفاعية مع واشنطن تتطلب موافقة الكونغرس، وسط معارضة أمريكية تخشى التأثير على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، ومع غياب التوافق السياسي داخل الكونغرس، يبقى مستقبل الاتفاق معلقاً، في ظل تخوف الرياض من تكرار سيناريو الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي انسحب منه ترامب لاحقاً بسبب غياب التأييد التشريعي.
إيران ونوويها: معركة ترامب المقبلة
ملف إيران النووي يمثل تحدياً أساسياً لترامب، الذي يخطط لاتخاذ خطوات حاسمة ضد طهران خلال أول 100 يوم من ولايته، التصعيد الأمريكي يواجه واقعاً متغيراً، حيث شهدت العلاقات الإيرانية الخليجية تقارباً ملحوظاً مؤخراً، خاصة بين طهران والرياض.
وبحسب الأكاديمي العُماني عبد الله باعبود، فإن الضغط المتزايد على إيران قد يدفعها لتحويل برنامجها النووي إلى مسار عسكري، وهو ما ترفضه دول الخليج، وعلى رأسها السعودية التي أكدت استعدادها لتطوير سلاح نووي إذا فعلت إيران ذلك.
ومن جانب آخر، يرى باعبود أن تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران قد يكون الخيار الأمثل لحماية المنطقة من صراعات محتملة، خاصة في ظل تزايد الأزمات الإقليمية المرتبطة بإيران، مثل الوضع في غزة وحزب الله في لبنان وسوريا.
قطر: الحليف المثير للجدل
العلاقة بين واشنطن والدوحة عرفت توتراً خلال ولاية ترامب الأولى بسبب الأزمة الخليجية، لكن قطر تمكنت لاحقاً من تعزيز موقعها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة خارج حلف الناتو خلال عهد
بقلم: أماني يحيي