أطباء سودانيون يجرون عملية جراحية وسط القصف بضوء الهواتف

شهد مستشفى “السعودي” بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور بالسودان حادثة إنسانية نادرة، حيث أجرى أطباء سودانيون عملية جراحية تحت القصف المدفعي مستخدمين ضوء هواتفهم المحمولة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ونشرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر صورة للأطباء أثناء العملية، التي جرت داخل مجمع عمليات الولادة بالمستشفى، في ظل قصف تسبب في دمار واسع بالمبنى وألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، وأكدت التنسيقية أن الطاقم الطبي أصر على مواصلة عمله رغم الخطر لإنقاذ حياة المرضى.
ومن جانبها، أدانت وزارة الصحة السودانية استهداف المستشفى للمرة الثالثة عشرة منذ بداية النزاع، واعتبرت الهجوم انتهاكًا خطيرًا للقوانين والأعراف الدولية، وأكدت الوزارة التزامها بتقديم الخدمات الطبية رغم التحديات، مشيرة إلى أن القصف لم يسفر عن خسائر بشرية لكنه تسبب في أضرار مادية جسيمة.
بالإضافة أنه يعاني القطاع الصحي في السودان من أزمة غير مسبوقة بسبب الحرب الدائرة، حيث أشارت تقارير وزارة الصحة إلى تدمير أو توقف 250 مستشفى من أصل 750 في البلاد، مع خسائر مادية تجاوزت 11 مليار دولار، كما تضررت أكثر من نصف مراكز غسيل الكلى، مما زاد من معاناة المرضى.
إلى جانب ذلك، أسفر تلوث المياه عن انتشار وباء الكوليرا الذي أودى بحياة أكثر من 1,200 شخص وأصاب نحو 48,000 آخرين، وأفادت التقارير بفقدان 78 من الأطباء والكوادر الطبية بسبب الهجمات المتكررة.
ومع نزوح نحو ربع سكان السودان نتيجة الحرب، تواجه البلاد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث يهدد تدهور النظام الصحي حياة الملايين، في ظل استمرار الصراع وعدم وجود حلول قريبة تلوح في الأفق.
بقلم: أماني يحيي