برامج الفدية: تهديد متصاعد يكلف العالم مليارات

تاريخ برامج الفدية وتطورها
برامج الفدية، التي بدأت كأداة بدائية في 1989 مع فيروس “حصان طروادة الإيدز”، أصبحت اليوم واحدة من أخطر تهديدات الأمن السيبراني. يستغل القراصنة هذا النوع من البرمجيات لقفل الملفات الحساسة ومطالبة الضحايا بدفع فدية لفك تشفيرها. أول هجوم باستخدام هذه البرامج قام به عالم أحياء أرسل أقراصًا مرنة تزعم فحص مخاطر الإصابة بالإيدز، لكنها كانت تُقفل الملفات بعد 90 استخدامًا وتطلب دفع فدية لتحريرها.
التطور التكنولوجي والتهديدات المتزايدة
مع تقدم التكنولوجيا، تطورت برامج الفدية من هجمات البريد الإلكتروني البسيطة إلى استغلال العملات المشفرة، مما زاد من خطورتها. في 2013، ظهر “CryptoLocker”، وهو برنامج فدية يطالب بالدفع باستخدام البيتكوين، مما وفر بيئة مثالية للقراصنة بسبب ميزة الخصوصية التي توفرها العملات الرقمية. وتشير التقارير إلى أن برامج الفدية جمعت مليار دولار من العملات المشفرة في 2023 وحده.
مستقبل برامج الفدية: تهديد عالمي متزايد
توقعات الخبراء تشير إلى أن برامج الفدية ستكلف الضحايا 265 مليار دولار بحلول 2031، مع تسهيل أدوات الذكاء الاصطناعي على القراصنة تنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا. إضافة إلى ذلك، تستخدم بعض الدول هذه الهجمات كأداة جيوسياسية لتعطيل أنظمة دول منافسة. يظل التصدي لهذه التهديدات أولوية ملحة في ظل استمرار تطور التكنولوجيا والجغرافيا السياسية.