ﻛﻴﻢ ﺍﻳﻞ ﺳﻮﻧﻎ : ﻟﻨﺸﻖ ﻁﺮﻳﻘﺎ ﻻﺣﻼﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎﺑﺘﻀﺎﻓﺮ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﻰ ﻁﺮﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺭﻓﻴﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
٠٢ ﺷﺒﺎﻁ ٢٩٩١
يسرنى ان ألتقى اليوم ممثلى الطرفين الذين انتهوا بنجاح من الجولة السادسة للمحادثات رفيعة
المستوى بين الشمال والجنوب.
انني مرتاح لما بذلتموه من الجهود المشتركة حتى يسرى مفعول “الاتفاق حول المصالحة
وعدم الاعتداء والتعاون والتبادل بين الشمال والجنوب” و”الاعلان المشترك عن نزع الاسلحة
النووية فى شبه الجزيرة الكورية”، واقدرها تقديرا عاليا.
يعد سريان مفعولهما حدثا فاتحا لعصر جديد، يقوم كمعلم على طريق التقدم نحو احلال السلم
فى البلاد وتوحيدها.
وببدء سريان مفعول الاتفاق والاعلان المشترك بين الشمال والجنوب، صار بامكان الشمال
والجنوب ان يضعا حدا للماضى الحافل بالريبة والمجابهة، ويهيآ تاريخا جديدا للمصالحة،
ويفتحا آفاقا مشرقة لاحلال السلام فى البلاد وتوحيدها السلمى بازالة خطر اندلاع حرب.
ان تعهد الشمال والجنوب بالمصالحة والتعاون دون محاربة بينهما، والتقدم سوية نحو التوحيد،
يبرهن بجلاء على انه لا يمكن لأى قوى خارجية او اى تباين فى الافكار والانظمة ان تقسم
امتنا المتوارثة بعروق الدم الواحدة عبر آلاف السنين الى شطرين.
يعتبر جميع الكوريين فى الشمال والجنوب وخارج البلاد نجاحكم فى المحادثات نجاحا مشتركا
للأمة وانتصارا تاريخيا للمثل العليا الوطنية، ويؤيدونه ويرحبون به بحرارة.
بمناسبة هده الجولة السادسة من المحادثات رفيعة المستوى بين الشمال والجنوب، خطت امتنا
خطوة قيمة حقا نحو توحيد الوطن مستقلا وبطرق سلمية. لا يجوز لنا ان نقتصر على هذه
الخطوة، ولا ان نتردد بل علينا ان نتواصل حتما الى التوحيد فى الغد.
لهذا الغرض، لا بد، اولا وقبل كل شيء، من الالتزام الثابت بالموقف المستقل.
ينبغى لأمتنا ان تضع حدا لانقسام بلادنا الذى فرضته القوى الخارجية، بقواها الذاتية فى اى
حال من الاحوال.
اذا اعتمد احد الطرفين على القوى الخارجية وسمح بتدخلها،
فى ظروف انشطار البلاد شمالا وجنوبا، لا يمكننا ان نعتبر ذلك موقفا للتوحيد، بل هو موقف
للمجابهة. بذلك الموقف، لا يمكن تطبيق البنود المتفق عليها ما بين الشمال والجنوب كما
ينبغى، ولا اجراء حوار قابل للثقة يتحمل كل من الطرفين مسؤولية عنه.
طالما ان كليهما قد تعهدا بالمصالحة، يجب عليهما من الآن ان يتخليا عن وعى المجابهة ويثقا
بالامة ذاتها ويعتمدا على قواها المستقلة، دون الاعتماد على القوى الخارجية.
كذلك، ينبغى للشمال والجنوب ان يوليا اهتماما اوليا لحل مسألة السلام ويتخذا اجراءات واقعية
لاحلال السلام فى البلاد.
طالما ان الشمال والجنوب قد اتفقا على عدم الاعتداء فيما بينهما، ينبغى عليهما ان يوقفا سباق
التسلح ويحققا تخفيض التسلح. ههنا بالذات تكمن ضمانة اكثر دقة لعدم الاعتداء، ويكمن ايضا
سبيل لازالة المخاوف من خطر غزو الشمال او “غزو الجنوب” الى غير رجعة. ليس ثمة
الآن اى مبرر لوجود قوات اجنبية او قاعدة عسكرية اجنبية فى بلادنا. أرى انه حان الوقت
لان نصدر قرارا نهائيا لهذه المسألة.
وينبغى حل المسألة النووية فى شبه الجزيرة الكورية.
لا نستطيع ان نعرف الآن عما اذا بقيت الاسلحة النووية فى جنوبى كوريا حتى الآن او
انسحبت كلها. لا تزيح هذه الحالة حتى الآن قلقنا الشديد من التهديد النووى الذى تعرضنا له
اكثر من ٣٠ عاما.
كما اكدنا اكثر من مرة، ليس لدينا سلاح نووى فى الواقع ولا نصنعه، ولا حاجة بنا الى
صنعه. ليست لدينا فكرة فى المواجهة النووية مع الدول الكبيرة المجاورة لنا، واكثر من ذلك،
فان تطوير الاسلحة النووية القابلة لابادة نفس الامة امر لا يمكن حتى تصوره اطلاقا. لا جدال
لأى ارتياب عن ذلك.
ضمان الوحدة الوطنية الكبرى روح اساسية للاتفاق الشمالى الجنوبى.
اذا اراد الشمال والجنوب المصالحة والتوحيد بينهما، لا بد حتما من تحقيق الوحدة الوطنية
الكبرى، متسامين فوق اختلاف الافكار والانظمة.
لن يأتى الابعاد والتعادى فيما بينهما، بدعوى الاختلاف فى الافكار والمثل العليا الا بتجزئة
الامة. يتوجب على الكوريين، ايا كانوا، ان يضعوا المصلحة المشتركة للامة فى المقام الاول
ويخضعوا كل شء لها ويتحدوا على اساس الحب للوطن وروح استقلالية الامة.
يجب علينا ان نحطم حواجز الايديولوجية والنظام، وننتهج سياسة الوطنية والوحدة الوطنية
الكبرى الواسعة النطاق التى تهدف الى تلاحم الامة كلها.
وثائق الاتفاقات التى تعلن سريان مفعولها فى الجولة السادسة من المحادثات رفيعة المستوى
بين الشمال والجنوب، هى تعهد عقده رجال السلطة المسؤولون فى الشمال والجنوب امام
الامة.
ستعتبر حكومة جمهوريتنا هذه الوثائق التاريخية ثمارا قيمة تحققت فى سياق العمل لتوحيد
الوطن مستقلا وبطرق سلمية، وستعمل بكل جهودها من اجل نقلها الى حيز الواقع.
اننا على يقين راسخ من انه اذا عمق الشمال والجنوب ثقة فيما بينهما، من خلال ممارستهما
الفعلية، دون ان يحيدا قيد انملة عن مبادئ الاستقلالية والتوحيد السلمى والوحدة الوطنية
الكبرى، يكون باستطاعتهما ان يأتيا بسعادة اكبر الى ابناء شعبنا فى المستقبل، ويحققا بالتأكيد
التوحيد الذى ترغب فيه الامة بأسرها فى التسعينات من هذا القرن.
ختاما، ارجو ان يشق الشمال والجنوب طريقا لاحلال السلام فى البلاد وتوحيدها بمزيد من
القوة بجهودهما المتضافرة وان تحققوا، انتم ممثلى الطرفين، نجاحا اكبر فيما بعد.