وقف عثمان بن عفان: قصة تاريخية مستمرة بالقرب من الحرم النبوي

في مشهد يجسد تلاقي التاريخ الإسلامي مع التطور العمراني، أثار مقطع مصور حول “وقف سيدنا عثمان بن عفان” بالقرب من الحرم النبوي اهتمامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. يتواجد هذا المشروع الحديث في قلب المنطقة المركزية بالمدينة المنورة، ويمثل إحدى حلقات الوقف التي بدأها الخليفة عثمان بن عفان منذ 14 قرنًا.
القصة تعود إلى فترة ما بعد الهجرة النبوية، حيث كان المسلمون يواجهون أزمة مياه في المدينة. في تلك الأوقات، كان يهودي يسيطر على بئر رومة ويبيع مياهه بأسعار مرتفعة. فاشترى عثمان بن عفان البئر وجعل مياهه مجانية للمسلمين، لتحقق هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في الحياة اليومية للمجتمع. مع مرور الزمن، تحولت عوائد البئر إلى استثمارات متنوعة مثل زراعة النخيل، قبل أن تتطور في العصر الحديث إلى مشاريع عقارية، أبرزها الفندق الكبير المتواجد اليوم بالقرب من الحرم.
الفندق الذي يعتبر أحد أبرز مشروعات الوقف التاريخي، يحقق إيرادات سنوية تقدر بحوالي 50 مليون ريال سعودي. تم تخصيص نصف هذه الإيرادات لدعم المشاريع الخيرية مثل رعاية الأيتام والفقراء، بينما يُعاد استثمار النصف الآخر في تطوير الأوقاف لضمان استدامتها للأجيال القادمة. يعكس هذا المشروع نموذجًا رائعًا في الاستثمار الأخلاقي الذي يحقق التوازن بين النجاح المالي والهدف الخيري.