أخبار العالم العربيمقالات

وسائل التواصل الاجتماعي: حين يتحوّل الاتصال إلى إرهاق نفسي

وسائل التواصل الاجتماعي: حين يتحوّل الاتصال إلى إرهاق نفسي

في عالمٍ لا يتوقف عن التحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. نفتح هواتفنا فور الاستيقاظ، ونتنقّل بين الأخبار والصور والآراء طوال اليوم، دون أن نلاحظ أن هذا الاتصال الدائم قد يتحوّل تدريجيًا إلى مصدر ضغط نفسي خفي.

ما هو الإرهاق الرقمي؟

الإرهاق الرقمي هو حالة من التعب الذهني والنفسي الناتج عن الاستخدام المكثف والمستمر للشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي. ويظهر في شكل تشتّت الانتباه، القلق، ضعف التركيز، واضطرابات النوم، إلى جانب شعور دائم بالإجهاد.

فيض المعلومات… حين يتعب العقل

يتعرّض المستخدم يوميًا لكمّ هائل من المحتوى يفوق قدرة الدماغ على المعالجة. أخبار عاجلة، إشعارات لا تنتهي، محتوى متناقض، وآراء متضاربة، كلها عوامل تؤدي إلى إنهاك معرفي ينعكس سلبًا على المزاج والإنتاجية.

المقارنة الاجتماعية: ضغط غير مرئي

تعرض منصات التواصل نسخة منتقاة من حياة الآخرين: نجاحات، رفاهية، وصور مثالية. هذا العرض الجزئي يخلق مقارنة غير عادلة، تؤثر على تقدير الذات، وتغذّي مشاعر الإحباط والقلق، خاصة لدى الشباب والمراهقين.

الإدمان السلوكي وتأثيره النفسي

تعتمد هذه المنصات على آليات تحفيز عصبية قائمة على الإعجابات والتعليقات، ما يعزز سلوك التعلّق القهري ويصعّب الانفصال عنها، حتى عند الشعور بالتعب النفسي.

ماذا تقول الدراسات؟

تشير أبحاث نفسية حديثة إلى أن تقليص استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى فترات محدودة يوميًا يساهم في تحسين المزاج وتقليل القلق. كما ربطت تقارير صحية دولية بين الإفراط في استخدام الشاشات وتراجع جودة النوم وارتفاع مستويات التوتر.

كيف نستخدم السوشيال ميديا دون أن تُرهقنا؟

  • تحديد أوقات ثابتة للاستخدام

  • تقليل الإشعارات غير الضرورية

  • اختيار المحتوى بعناية

  • اعتماد فترات من “الصيام الرقمي”

  • تعزيز الأنشطة الواقعية خارج الشاشة

خلاصة

وسائل التواصل الاجتماعي ليست عدوًا، لكنها تتحوّل إلى عبء حين تُستخدم بلا وعي. وفي عصر الضجيج الرقمي، يصبح التوازن ضرورة نفسية، لا خيارًا ثانويًا. فالقليل من الانفصال قد يكون الطريق الأفضل للحفاظ على صحتنا الذهنية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى