سياسة

“وزارة الدفاع الألمانية تعلق حسابها على “إكس” وسط توترات مع إيلون ماسك”

في وقت يشهد توترات متزايدة بين المستشار الألماني أولاف شولتس والملياردير الأميركي إيلون ماسك، قررت وزارة الدفاع الألمانية تعليق حسابها على منصة “إكس”، في خطوة لافتة جاءت بعد سلسلة من الانتقادات الحادة التي وجهها ماسك إلى شولتس وحكومته.

وبحسب بيان الوزارة، فإن القرار جاء بسبب اعتقادها أن المنصة لم تعد قادرة على توفير بيئة للنقاشات البناءة والمنطقية، وقد أثار هذا القرار جدلاً واسعًا، ليس فقط داخل الحكومة الألمانية، ولكن أيضًا بين الأوساط السياسية والإعلامية في ألمانيا، حيث تساءل العديد عن دلالات هذا التوقيت.

ومن الواضح أن قرار وزارة الدفاع الألمانية، التي يتولى حقيبتها الحليف الديمقراطي الاشتراكي بوريس بيستوريوس، جاء في ظل تصاعد التوترات بين ماسك والمستشار الألماني، وكان ماسك قد شن عدة هجمات على شولتس وحزبه خلال الفترة الماضية، متهمًا إياهم بعدم القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، دعا ماسك الألمان إلى دعم “حزب البديل من أجل ألمانيا”، الذي يعتبره العديد من الألمان حزبًا يمينيًا متطرفًا، والتوقيت الذي أتى فيه القرار، بعد أيام قليلة من محادثة مباشرة بين ماسك وأليس فايدل، مرشحة “حزب البديل من أجل ألمانيا” لمنصب المستشار في الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في 23 فبراير، أثار تساؤلات حول تأثير هذا التفاعل على السياسة الداخلية في ألمانيا.

كما قال بعض المحللين إن تعليق الحساب يعد رسالة ضمنية من الحكومة الألمانية تجاه ماسك، في محاولة للحد من تأثير تدخلاته في الشؤون السياسية الداخلية.

ومن جهة أخرى، فإن هذا القرار خلق انقسامًا داخل الحكومة نفسها، ففي حين أعلنت وزارة الدفاع اتخاذ موقفها من “إكس”، أكد متحدث باسم المستشارية الألمانية أن الحكومة متمسكة في الوقت الراهن باستخدام المنصة، وأنها لن تتخذ إجراءات مشابهة لبقية الوزارات.

وقد كان ماسك قد وجه عدة انتقادات لحكومة شولتس خلال الأشهر الماضية، ومنها وصفه للمستشار الألماني بـ “الأحمق” في ديسمبر، كما هاجم العديد من السياسيين الأوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، واتهم بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا، بدعم الحركات النازية.

تظل الحكومة الألمانية في موقف حرج، حيث يتعين عليها الموازنة بين الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع كبار الشخصيات العالمية مثل ماسك، وفي نفس الوقت مواجهة الانتقادات الداخلية على خلفية التدخلات السياسية للأخير.

 

بقلم: أماني يحيي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى