سياسة

وثائق تكشف أسباب انهيار الجيش السوري أمام الفصائل المسلحة

أظهرت مصادر عسكرية ووثائق استخباراتية جديدة تفاصيل مثيرة حول أسباب الانهيار السريع للجيش السوري في بداية الشهر الجاري، بعد التقدم المفاجئ للفصائل المسلحة وسيطرتها على أراضٍ شاسعة. وأكدت الوثائق أن عدة عوامل كانت وراء سقوط الجيش السوري، منها تدهور المعنويات، الفساد المستشري، والاعتماد الكبير على الحلفاء الأجانب.

 

تدهور المعنويات والفساد المتفشي كشف العديد من الضباط المنشقين عن الجيش السوري أن الجنود يعانون من إحباط شديد بسبب تدني الأجور التي لا تتجاوز 40 دولاراً شهرياً، رغم سنوات القتال الطويلة. وأوضحت الوثائق أن الفساد داخل الجيش أدى إلى تفاقم الأوضاع، حيث تحقق عائلة الأسد مكاسب مالية ضخمة، بينما يعاني الجنود من ظروف معيشية قاسية.

 

التهديدات والتزايد الكبير في حالات الفرار إحدى الوثائق المسرّبة أشارت إلى أن إدارة المخابرات الجوية أصدرت تهديدات مباشرة للجنود بالعقاب الشديد إذا رفضوا القتال، إلا أن هذه التهديدات لم تمنع تزايد حالات الفرار من صفوف الجيش.

 

الاعتماد على الحلفاء الأجانب وتفكك القيادة منذ عام 2011، أصبح الجيش السوري يعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الإيراني، بالإضافة إلى مقاتلي حزب الله اللبناني ووحدات عراقية. ومع مغادرة العديد من المستشارين الإيرانيين وضباط حزب الله بسبب الغارات الإسرائيلية المتكررة، شهد الجيش السوري تفككاً في قيادته وفقداناً للاستراتيجية الدفاعية.

 

الجيش السوري أصبح ضعيفاً وهيكله أقرب إلى الميليشيات وفقاً لتقرير معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية لعام 2020، انخفضت أعداد الجيش السوري إلى 130 ألف جندي، ما جعله جيشاً ضعيفاً يعمل بهيكل أقرب إلى الميليشيات. وقد تم التركيز على الأمن الداخلي بدلاً من العمليات العسكرية المنظمة.

 

قرارات متأخرة لم تنقذ الجيش رغم إصدار الرئيس بشار الأسد قراراً بزيادة رواتب العسكريين بنسبة 50% قبل أيام من الانهيار، إلا أن هذا القرار جاء متأخراً ولم يمنع تزايد حالات الفرار. وأكد وزير الخارجية الإيراني السابق عباس عراقجي أن الأسد كان متفاجئاً من انهيار جيشه خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق.

 

تسلط هذه الوثائق الضوء على التحديات التي واجهها الجيش السوري على مدار سنوات الحرب، والتي أدت إلى انهياره أمام تقدم الفصائل المسلحة وسقوط النظام.

بقلم/ أماني يحيى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى