صحافة ورأي

واقع عاري

ليس من باب التشاؤم ولكن تحت ضربات الواقع العاري والفجّ والّذي لم تعد تجدي فيه عمليّات التّجميل البائسة..

أصبح للفرح طعما مغشوشا لا يختلف على كل الواقع القاسي الذي نعيشه منذ زمن في هذه البلاد التي أصبح أهلها يتأرجحون على حافة اليأس  والجنون ورجعوا على أعقابهم من فرط ضياعهم وحيرتهم ليستنهضوا الأولياء الصّالحين والطّالحين من قبورهم يطلبون العون والمدد من ظلمات الغيب ! كيف نفرح ؟ والغد بصدر  المجهول واليوم ليس لنا فيه حيلة !؟ كيف نفرح بنجاح أبنائنا والآفاق مغلقة في وجوههم وخلفهم ومن حولهم !! كيف نفرح والصّبية كبروا وشاخوا من الشيخوخة قبل أوانهم ! كيف نفرح وأبناؤنا ينامون نهارهم ويقعدون ليلهم وينفقون أجمل لحظات شبابهم في حيرة أزلية !؟ البحر أمامهم والفقر وراءهم..ولا بشائر في الأفق  !؟ رُبَّما غَدِ أو بعد غَدِ أو بعد سنوات لا تُعَدُّ ربّما ذات يوم تنجلي هذه الغيوم والغربان التي تكدّست على صدورنا تنهش عظامنا واللحم وكأنّ الخدر قد نال منّا ولم نعد نقدر على طرد الذّباب المتحامل علينا ! كيف نفرح وقد سلبوا كلّ شيء وفرّقوا خير البلاد في ما بينهم وخصّوا أبناءهم ونساءهم وعشيقاتهم وتركونا نتعارك على الحثالة من أين للفرح أن يزور بيوتا عشّش فيها الشك في كل شيء..!!

الفرح مطلب عسير على الطالب الّذي ينجح ولا يجني نجاحه وعسير على العامل الذي يكدح ولا يلقى مقابل عرقه على الفلّاح الذي يزرع ولا يجد من يشتري قمحه عسير على المتقاعد الذي يحصل على جراية لا تفي بفاتورة الدّواء…؟؟!لقد سرقوا كلّ شيء ؟؟! حتّى الموت صار باهظا ومكلفا ؟! ولم يبقى سوى خيار الموت بالتقسيط المُذلّ …أو الموت من أجل حياة أفضل !؟

خلود هداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى