واشنطن وطوكيو.. تحالف اقتصادي وأمني وسط تصاعد التوتر مع الصين

في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة واليابان، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا عن مجموعة من الاتفاقات التي تشمل زيادة استيراد اليابان للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة واستثمارات ضخمة في الاقتصاد الأميركي.
ويأتي ذلك في ظل تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات اليابانية، وهو ما دفع طوكيو إلى اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على علاقات مستقرة مع واشنطن.
كما شدد ترامب خلال لقاء جمع الزعيمين في البيت الأبيض على ضرورة تحقيق “التوازن” في الميزان التجاري بين البلدين، مهددًا باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال عدم إحراز تقدم في هذا الملف، وعلى الرغم من ذلك، تمكن إيشيبا من تجنب مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة عبر تقديم وعود بزيادة الواردات من الطاقة الأميركية، إضافة إلى التزام بلاده بضخ استثمارات جديدة في السوق الأميركية تُقدر بمئات المليارات من الدولارات.
ولم يكن الملف الاقتصادي هو الوحيد على طاولة المباحثات، حيث ناقش الطرفان التحديات الأمنية في منطقة المحيط الهادئ، وعلى رأسها النفوذ المتزايد للصين وملف كوريا الشمالية، وأكدت اليابان التزامها بالتعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الأمنية، مشددة على أهمية استمرار الوجود الأميركي في المنطقة للحفاظ على التوازن الاستراتيجي.
كما وصف ترامب الصين بأنها تمارس “عدوانًا اقتصاديًا” في المنطقة، متعهدًا بتعزيز التعاون مع طوكيو لمواجهة الأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي، وأكد الزعيمان في بيان مشترك أنهما سيعملان معًا لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي، محذرين من أي تصعيد قد يؤدي إلى اضطرابات جيوسياسية.
وبينما تحاول اليابان حماية مصالحها الاقتصادية عبر تقديم تنازلات محسوبة، يبدو أن واشنطن مصممة على فرض شروطها لضمان تفوقها الاقتصادي والعسكري في المنطقة.
بقلم: أماني يحيي