مقالات

من هو الفاسد؟ ومن هو المفسد؟ ومن هم الفاسدون ؟

تعريف الفساد:

يُعتبر الفساد سلوكاً غير أخلاقي حيث يتم ممارسة هذا السلوك من قبل الأشخاص الذين يشغلون مناصب ذات سلطة.

هو سلوك من باع ضميره وبعد عن قيّم الدين.. هو كذلك نتيجة الانحراف عن القيم الانسانية في كل المجالات، الاجتماعية منها والثقافية والاقتصادية والسياسة.. ولعل الفساد السياسي هو الاخطر، إذ لا ينمو الفساد الا عندما تضعف الدولة ويأمن الفاسد عدم المحاسبة و العقاب..

وقد عرّف البنك الدولي الفساد” بأنه شكل من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظمة يُعهد إليها بمركز سلطة؛ وذلك من أجل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السلطة لصالح الفرد.

يمكن للفساد أن يشمل العديد من الأنشطة التي تتضمن الرشوة والاختلاس، ويتضمن أيضًا ممارسات تُعد قانونية في العديد من البلدان”. الفساد لا ينتشر الا في المجتمعات التي يعمّ فيها الجهل والبؤس، هذان العنصران هما القاعدة الاساسية للتخلف.

وذلك بسبب بحث الفاسد عن الرزق السريع او الشهرة او الوصول الي غاية في نفسه دون المحافظة على من حوله او من اخذ بيده دون مراعاة حتى وشائج القربى في بعض الاحيان حتي يصل ان يبيع امة التي هي احب الناس لقب ابنها او بنتها وبرغم ذلك يضحي بكل غالي ونفيس حبا في الوصول الى الحياة الدنيا ونسي قول الحق “وما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ” الفاسد كما اره هو من يرغم السيدة الصالحة ان تبيع جسدها وعرضها حبا في الحصول علي المال او الوصول الى منصب وما أكثرهم في مجتمعنا.. هو أيضا من يرغم الرجل الصالح دفع الرشوة للحصول على الرزق الوفير او بيع المخدرات حتي يتشبه بما يعرض على شاشات التلفزيون في المسلسلات والافلام الهابطة..

الفاسد كذلك هو ذاك الجراح الذي يحوّل قاعة العمليات الجراحية الى مستودع لسرقة اعضاء الاطفال والرجال المحتاجين للعيش نتيجة ظروف الحياة.

الفاسد هو من ينتظر الوقت المناسب لينقض على فريسته مستخدمًا سلطته في القانون او الشرطة او الجيش او في مؤسسات الدولة..

الفاسد يستغل حاجات الناس ويتلذذ بمآسي الضعفاء منهم يصل الى حد إرغام الطالبة في سبيل النجاح، أن تتنازل عن قيمها وشرفها. والاصعب من ذلك عندما يخرج علينا الفاسد في حلة رجل الدين او الداعية مثل شيوخ السلطان او مدرس ازهري ثم نكتشف زيف المظهر من خلال بعض سلوكيات المشينة والمنافية لكل خلق كريم.

وهنا ننزه رجال الدين الصادقين.

الفاسد هو ذلك التاجر الذي يخدع الناس بورعه وايمانه حتي يثق الناس فيه ويستخدم القسم بالله والله يقول{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} فقد اهانه الله في استخداماتك الله العزيز القدير ونسي إن عذابه اشد عذاب وفي الدرك الاسفل في النار لانه مع المنافقين الذين يكذبون علينا جميعا حتي نثق فيهم ونعتمد علي قراراتهم وللاسف يخادعون الله ورسوله..

الفاسد هو الاب والام الذان لم يعلما اولادهم وبناتهم الحفاظ علي القيم التي امرنا الله ان نتبعها والحفاظ على الاحترام والتقدير المتبادل بين الناس والمحافظة علي القيم الحقيقية كما امرنا الله تعالى

الفاسد هو المدرس الذي يتخلى عن مهمته النبيلة في التربية والتعليم وانشاء جيل الحاضر المستقبل، على أسس الرفعة والاصلاح والتعمير في الارض بدل الافساد《وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ》

وكما ذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي” (يعني أنه ليس من أمتي وانا منه بريء يوم القيامة.) والخلاصة أن الفساد هو إساءة استخدام المنصب أو الموارد لغايات شخصية، وهو من الآفات الخطيرة التي تنخر في جسد المجتمعات والدول فيترك آثارًا سلبية.

وللفساد أنواعٌ كثيرة، منها ما يكون تأثيره السلبي كبيرًا وشاملًا على مستوى الدولة، ومنها ما يكون على مستوى الفرد أو المجتمع. إن الخطر الاكبر والطامة الكبرى هو أن يتطبع المجتمع بأكمله مع الفساد ويتعود الناس على التعايش مع هذا المرض ..فيتحول هذا الاخير الى عادات وتقاليد يتوارثها الاجيال عن بعضهم البعض.

فالفساد الاخلاقي والسياسي والمالي والاداري والاجتماعي…الخ، هو ورم خبيث يشل حركة تقدم المجتمعات والامم، ومهما كان نوعه فيجب محاربته بكافة الطرق.. الفساد العام لا يحارب ويعالج الا بقوة القانون والصرامة في الحكم، ثم بالتعلم والتربية.. الفساد نذير للخراب والاندثار في المستقبل، وهو آفة حذرنا الله من عاقبتها في كتابه العزيز في أكثر من موقع بقوله تعالى: 《وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَٰهَا تَدْمِيرًا》 ‏《حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 》

بقلم الدكتورة حياة محجوب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى